الجمعة، 10 نوفمبر 2023 - 05:46 م

اصرار نتنياهو على إطالة أمد الحرب فى غزة مغامرة غير محسوبة الهدف منها خدمة مصالحه الشخصية وعلى رأسها تأجيل محاسبته ومد عمر حكومته لأطول فترة ممكنة وكذلك تحقيق اى نصر «وهمي» كاصطياد الرءوس الكبرى فى حركة حماس والقضاء على البنية التحتية للحركة من شبكات أنفاق ومخزون أسلحة ومولدات كهربائية ومراكز قيادة والتى لم يتمكن القصف الجوى من تدميرها.

لكن الحقيقة التى يدركها الجميع، بمن فيهم نتنياهو وحكومته، ان هذه الحرب مهما طالت نتيجتها محسومة مقدماً لصالح الفلسطينيين العٌزّل والمقاومة الباسلة رغم نقصهم العددى وبساطة تسليحهم، وذلك لأن اى خسائر فى الارواح او تدمير للبنية التحتية فى غزة مهما بلغت فداحته لن يعيد لإسرائيل هيبتها وكرامتها التى أٌهدرت تحت اقدام رجال المقاومة فى 7 اكتوبر. وحتى حلمها المستحيل بتدمير قدرة حماس كلية لن يحقق لإسرائيل الأمن المنشود لأن ما ترتكبه من مجازر يخلق اجيالا جديدة اكثر مرارة من المقاومة الشعبية.

وغباء الاحتلال ودمويته حوّل كل فلسطينى لمشروع مقاوم فى المستقبل، وهو ما يعنى ان ما حدث فى 7 اكتوبر سيتكرر ربما بشكل اشد واشرس فى غضون سنوات قليلة ما لم يتم التعامل مع الوضع الحالى بحكمة وحنكة سياسية بعيدا عن المصالح الشخصية. اما إذا اصر نتنياهو على مغامرته العسكرية فسيدفع جيشه ثمنا عسكرياً باهظاً ويدفع هو وحكومته ثمناً سياسياً اكثر فداحة.

فيما ستنزف اسرائيل ليس فقط اقتصادياً ولكن دبلوماسياً ايضاً لأن كل يوم يمر على الحرب تكتسب مطالب وقف إطلاق النار زخما اكبر وتفقد إسرائيل المزيد من الدعم والتعاطف الذى اكتسبته بعد عملية «طوفان الأقصى» لصالح الفلسطينيين الذين يكسبون كل يوم بدمائهم ارضاً جديدة ليس فقط من خلال التعاطف والدعم الدولى ولكن الأهم «الوعى» بعد ان دفعت الأحداث مختلف الأجيال حول العالم للبحث حول أصل القضية الفلسطينية وبالتالى أعادتها للواجهة بعد ان توارت فى غياهب النسيان بسبب الأحداث العالمية المتلاحقة منذ 2011.