السبت، 18 نوفمبر 2023 - 01:44 م

أن أكتب إليك اعذريني، جاء حبي إليك متأخراً، جاء دمي إليك زاحفاً، خيط يتدفق من المحبة بين القلب والوريد، أعتز بحبي لك وأنت أمي وأختي وحبيبتي، وأنت بكائي ومرحي وجرحي ودمي وموتي، طوق النجاة الذي أنقذني من الغرق، وأعطى لسراب حياتي الماء وكسرة الخبز وغصن الزيتون، أرسلوا لنا أكفاناً بيضاء ندثر بها أشلاء الأطفال، ونواري في التربة حكايا العصافير والسحرة وحوريات البحر، أطفالنا الذين كتبوا أسماءهم على سواعدهم الصغيرة، حتى تعرف الأم طفلها الميت، حتى تثمر الأشجار الورد الأحمر الداكن من دماء أطفالنا، بعد أن لفنا الصمت جميعاً وآوينا إلى الليل نطلب منه الدفء، وقد ساد الكون الخراب، أنت الكون الذي أراه والمرأة التي أحب والشجرة التي سأدفن تحت ظلالها، غداً عندما تتدحرج رؤوس الغزاة تحملها الريح إلى البحر، تعود أشلاء الأطفال أجساداً صغيرة تغني للحرية وللحب وللحياة لنا ولكن ولمن سيسكن كوكب الأرض بعد رحيلنا..

عندما سألت عنك البحر أجابني مبتسماً: ليست غزة بين الغرقى، ثم أردف: توقف عن البكاء ليست غزة بين الموتى.