الخميس، 23 نوفمبر 2023 - 04:03 م

أشعر بغصة وأنا أتابع الاحداث المؤلمة فى غزة، وتمنيت لو لم يكن هذا هو حالنا - نحن العرب - من الهوان والتشتت. إن الشعب الفلسطينى يواجه دولة فاشية لا تعبأ بإراقة انهار من الدماء لتحقيق أحلامها الشيطانية، هذه الدولة التى ارتبطت كراهيتها فى وجدان المصريين والعرب بتاريخ اسود من الارهاب واغتصاب الارض.

اننى على يقين تام بأن المواجهة المصرية الاسرائيلية هى مواجهة قدرية، فاحلام التوسع الاسرائيلى والسيطرة على مقدرات المنطقة ستصطدم بحتمية نهوض الأمة المصرية وقيادتها للعالم العربى من جانب، واستحالة استمرار نظام القطب الواحد من جانب آخر. وحتى اذا لم يكن مقدراً لمصر ان تشهد هذه المواجهة قبل مائة عام من الآن، فإن علينا ان نضعها فى قلب تقديراتنا الاستراتيجية لمستقبل الصراع مع اسرائيل، ولذلك فلا مفر من الاستعداد لهذه المواجهة بانماطها الحديثة.

ولكى نهزم اسرائيل فأمامنا طريق صعب من العمل لكى نمتلك عناصر القوة الشاملة للدولة، فنحن فى امس الحاجة لثورة فى التعليم والبحث العلمى وتوطين التكنولوجيا، كما ينبغى القضاء تماما على مثلث الجهل والفقر والمرض، وعلينا ان نحقق نهضة اقتصادية كبري، بالتوازى مع ارساء قواعد دولة القانون والمساواة واحقاق الحق، بالاضافة الى تطوير الحياة الديمقراطية والاستمرار فى تحديث قواتنا المسلحة، ولن تتحقق هذه الاهداف بدون الادراك الكامل لضرورة النهوض وحتمية المواجهة.

وعلى مصر ان تعمل على تشكيل اتحاد عربى فى المستقبل، حتى لو كان حلما غير قابل للتحقق فى الوقت الراهن وان تنهى آفة الانقسام الفلسطينى وان تتبنى سياسة خارجية تدفع باتجاه تشكيل عالم متعدد الأقطاب، وأخيرا فعلى مصر ايضا ان تفكر فى البدائل الاستراتيجية لمواجهة السلاح النووى الاسرائيلي.
على الرغم من قسوة الواقع وعظم التحديات لنتمسك بالأمل فبدون الأمل نفقد البوصلة ونضل الطريق.