ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

كرة الثلج

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 24 نوفمبر 2023 - 07:04 م

لا شك أن الصفقة التى تم إقرارها بين حماس وإسرائيل والتى تتضمن توقف اطلاق النار لأيام وتبادلا للأسرى وإدخالا للمزيد من المساعدات، تمنح الفلسطينيين فى غزة «برهة» لالتقاط الأنفاس وفرملة نزيف الأرواح والحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة بعد 50 يوماً متواصلة من مختلف صنوف المعاناة.

ولكن حقيقة الأمر ان المستفيد الأكبر من هذه الصفقة هو اسرائيل وحكومة نتنياهو. فمن ناحية ستخفف صفقة تبادل الأسرى الضغط الداخلى الواقع على الحكومة من قبل اهالى الرهائن وتحد من الاحتجاجات التى تجتاح البلاد وتطارد الساسة بشكل مستمر منذ السابع من أكتوبر. ومن ناحية أخرى ستخفف الهدنة الإنسانية والسماح بإدخال المساعدات من وتيرة الضغط الدولى على إسرائيل والذى أصبح ككرة الثلج التى تكبر وتزداد قوة وزخماً كلما زداد «الفُجر» الاسرائيلى.

والحقيقة ان الاحصاءات واستطلاعات الرأى ترصد انهيارا مطرداً فى الدعم الدولى للموقف الاسرائيلى تحت وطأة الضغط الشعبى العالمى وفداحة الانتهاكات الاسرائيلية، وهو ما أدى لارتفاع الأصوات المطالبة بوقف كامل ونهائى لإطلاق النار فى وقت تستعد فيه تل أبيب للجولة الثانية من الحرب فى جنوب قطاع غزة والذى سبق أن أعلنت انه منطقة آمنة وأرغمت اكثر من مليون فلسطينى فى الشمال على النزوح اليه. وقد دشنت تل أبيب بالفعل للمرحلة الجديدة من الحرب حيث بدأت إسقاط منشورات تطالب سكان خان يونس فى الجنوب وعدد من المدن المحيطة بها بمغادرة منازلهم والتوجه لمراكز إيواء تمهيداً لقصفها، وهو ما يعنى تكرار سيناريو التدمير والتهجير القسرى الذى نفذته فى الشمال بهدف جعل كامل القطاع مكانا غير قابل للحياة وإجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.

وتدرك اسرائيل جيداً ان مخططاتها التى بلا شك ستفرز المزيد من الدمار المروع وتخلّف الآلاف من الضحايا المدنيين قد تكبدها ثمناً سياسياً وربما عسكرياً فادحاً فى ظل تآكل الغطاء الدولى لعملياتها العسكرية والغضب المتصاعد لدول الجوار التى بلا شك ستتأثر بمخططاتها وهو ما جعلها تحتاج لتهدئة التوتر وتخفيف وطأة الضغوط من خلال هذه الهدنة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة