ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

الحسابات الخاطئة «2»

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 22 ديسمبر 2023 - 05:55 م

امتدادا لما تحدثنا عنه الأسبوع الماضى حول حسابات إسرائيل الخاطئة بهذه الحرب، نتحدث اليوم عن أهداف الحرب المعلنة وهى «القضاء على حماس وتدمير كل قدراتها» والتى بدأت تتحول لما يشبه السراب الذى يتبخر كلما أحسست أنه عند مرمى إصبعك.

فبعد 75 يوما من القصف والملاحقة والحصار فوق الأرض وتحتها لا يختلف اثنان على ان لحماس اليد الطولى فى الحرب.

فما زالت قادرة على توجيه الرشقات الصاروخية لقلب تل أبيب وتكبيد الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية ولوجيستية غير مسبوقة وحماية قادتها الكبار والاحتفاظ بالرهائن، متحدية بإمكاناتها المحدودة الجيش الـ18 على مستوى العالم واقوى أجهزة المخابرات التى لم تنجح فى تقديم معلومات تفيد فى تحرير الرهائن أو اصطياد رؤوس الحركة. والغريب أنه كلما طالت الحرب ظهر الجيش الإسرائيلى أكثر ضعفاً وازدادت حماس قوة وقدرة على سحب الدعم الدولى من تحت أقدام تل أبيب.

حتى الحرب الإعلامية تفوقت فيها المقاومة، بداية من صور الرهائن المحررة وهى تودع خاطفيها بود يفند مزاعم إسرائيل حول سلوك حماس العدائى تجاه المدنيين، مروراً بالفيديوهات التى توثق خسائر الجيش الإسرائيلى وترصد اشتباكات واستهدافات من النقطة صفر وفيديوهات أخرى ترصد عمليات تصنيع السلاح والتدريب، مقابل فيديوهات خاوية لمناطق مقصوفة وأنفاق خالية وأخرى مفبركة يبثها الجيش الإسرائيلى فى محاولة لإقناع الرأى العام بإنجازات مزيفة. 

ومع إقرار إسرائيل بصعوبة الوضع وارتفاع الأصوات المطالبة بتحرير المخطوفين حتى لو بوقف الحرب، يبدو هدف تدمير حماس حسابات خاطئة، خاصة انها «فكرة» وليست مجموعة أفراد، بمعنى أنه حتى لو قتل كل أعضائها وتدمرت بنيتها التحتية ستخلق الأوضاع المجحفة وآلة القتل المستمرة أجيالا أكثر مرارة من المقاومة وتحوّل كل فلسطينى لمشروع حمساوى فى المستقبل.

والسبيل الوحيد للقضاء حقاً على حماس هو استئصال سبب وجودها من خلال تبنى حل الدولتين وحل مشكلة الاستيطان غير القانونى وتحسين أوضاع الفلسطينيين، وبالتالى ينتفى المبرر لوجود حركة للمقاومة أيا كان اسمها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة