عشرات الالاف على جسر لندن لدعم فلسطين
عشرات الالاف على جسر لندن لدعم فلسطين


حصاد 2023| العدوان على غزة.. تحيز وتضليل وتجاهل للمعايير المهنية الإعلام الغربى يفضح نفسه

الأخبار

السبت، 30 ديسمبر 2023 - 09:05 م

كتبت : مرام عماد المصري

فى انتقاد وإدانة واضحة لتغطية وسائل الإعلام الغربية للحرب والفظائع التى ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر..  وقع أكثر من 1500 صحفى من عشرات المؤسسات الإخبارية الأمريكية على رسالة مفتوحة تدين قتل الصحفيين فى غزة وتنتقد تحيز وسائل الإعلام الغربية.

وجاء فى الرسالة أن غرف الأخبار فى وسائل الإعلام الغربية مسئولة عن الخطاب اللاإنسانى الذى خدم فى تبرير التطهير العرقى للفلسطينيين. وتقويض وجهات النظر الفلسطينية والعربية والإسلامية وتعزيز اللغة المعادية للإسلام والعنصرية.

اقرأ أيضاً| حصاد 2023| العدوان على غزة.. حرب أوكرانيا «الصغيرة» هل تقترب من نهايتها؟

كما كتب ثمانية صحفيين من هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) رسالة مفتوحة إلى قناة الجزيرة، اتهموا فيها مذيعهم بالفشل فى تقديم تقارير دقيقة عن إسرائيل وفلسطين، واستثمار جهد أكبر فى إضفاء الطابع الإنسانى على الضحايا الإسرائيليين مقارنة بالفلسطينيين، وحذف السياق التاريخى الرئيسى فى التغطية. فيما كتب صحفيون أستراليون رسالة مفتوحة أخرى، داعين غرف الأخبار الأسترالية إلى اتخاذ ثمانى خطوات لتحسين التغطية، بما فى ذلك «الالتزام بالحقيقة بدلاً من «التحيز» و»تطبيق قدر كبير من الشك المهنى عند الاعتماد على مصادر الحكومة والجيش الإسرائيليين غير المؤكدة كما هو منطبق على حماس.

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها الصحفيون ضد تحيز وسائل الإعلام الغربية فى التقارير المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وفلسطين.. ففى عام 2021، وقع أكثر من 500 صحفى على رسالة مفتوحة تحدد المخاوف بشأن وسائل الإعلام الأمريكية. متجاهلين القمع الإسرائيلى للفلسطينيين. وقد تم كتابة العديد من الكتب حول هذا الموضوع، حيث تظهر الدراسات الأكاديمية أن وسائل الإعلام الغربية مثل صحيفة نيويورك تايمز أكثر انحيازا للإسرائيليين من الفلسطينيين فى تغطيتها.

وتؤدى وجهات النظر المختلفة حول كيفية تغطية الصراع إلى انقسامات مريرة فى غرف الأخبار، مما يؤجج الجدل المستمر حول موضوعية وسائل الإعلام والعدالة فى تغطية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى الراسخ.

فالمهمة الأساسية للصحفى هى جمع المعلومات والتحقق منها وتقديمها للجمهور بطريقة عادلة ودقيقة وغير متحيزة. وبما أن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يتصدر عناوين الأخبار منذ 7 أكتوبر والانتقام الإسرائيلي، فإن الصحفيين يتحملون مسئولية التنقل عبر التطورات مع الالتزام بهذه المبادئ الصحفية الأساسية. ولا ينبغى لوسائل الإعلام أن تقدم المعلومات فحسب، بل يجب أن تعزز التفاهم دون تفاقم التوترات أو إدامة الروايات المتحيزة. ولكن بدلاً من ذلك، أعطت تغطية وسائل الإعلام الغربية لإسرائيل وفلسطين الأولوية لوجهات نظر معينة مع تقليص وجهات النظر الأخرى، وإهمال السياق الحاسم وإدامة الصور النمطية اللاواعية.

وفى الوقت الذى كان هجوم حماس وتبعاته جديرة بالنشر.. تركزت عيون العالم على المنطقة، إلا أن الانتقام الإسرائيلى الهائل لم يحظ بنفس القدر أو النوع من التغطية. وبدلا من ذلك، كثيرا ما تم وضعه دون انتقاد على أنه دفاع عن النفس.

ومنذ 7 أكتوبر ، كان هناك شيء مهم مفقود فى التغطية الإعلامية وهو السياق حيث تم الإعلان عن هجوم حماس دون ذكر السياق التاريخى حتى فى المقالات الأكثر تفصيلاً، أو احتلال إسرائيل لفلسطين أو أى شكل من أشكال العنف المنهجى منذ النكبة عام 1948.

وعلى عكس الطريقة التى صورتها وسائل الإعلام، فإن هجوم 7 أكتوبر لم يحدث من فراغ، بل حدث فى سياق القمع والتمييز والطرد الذى دام عقودا. فى الوقت الذى يشكل فيه الافتقار إلى الاحتياجات الأساسية والظروف المعيشية الصعبة فى غزة، والتى تعتبرها الأمم المتحدة «غير صالحة للعيش»، أرضًا خصبة للمقاومة.

وينعكس التحيز الإعلامى بوضوح فى اللغة المستخدمة عند الحديث عن إسرائيل وفلسطين. حيث نشرت صحيفة الجارديان فى افتتاحيتها مقالًا عنوانه: الهياج القاتل الذى قامت به حماس. وبالمثل، أشارت مجلة الإيكونوميست إلى الهجوم المتعطش للدماء من قبل حماس. حتى مع مقتل آلاف الفلسطينيين على يد إسرائيل.. فى الوقت الذى نشرت فيه صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقال رأى يصف حكومة نتنياهو بأنها «متعطشة للدماء»،.. لكن يبدو أن الإعلام الغربى يخجل من وصف إسرائيل بمثل هذه الأوصاف.

إن اختيار الكلمات حسب جنسية الضحايا يميل إلى إلقاء اللوم على فلسطين باعتبارها المعتدى عندما يكون الضحايا إسرائيليين، ولكنه يغفل المعتدى عندما تكون إسرائيل هى المعتدية والضحايا فلسطينيون. ومن واجب الصحفيين الحفاظ على الاتساق اللغوى فى تقاريرهم لمنع تعزيز الصور النمطية اللاواعية التى تديم الروايات المتحيزة.

كما تتهم رسالة الصحفيين الأمريكيين وسائل الإعلام بطباعة معلومات مضللة نشرها مسئولون إسرائيليون والفشل فى التدقيق فى القتل العشوائى للمدنيين فى غزة.

وفى رسالتهم المفتوحة التى تطالب بتغطية أكثر دقة للقضية الإسرائيلية الفلسطينية، يدعو الصحفيون زملاءهم إلى «قول الحقيقة الكاملة دون خوف أو محاباة» ويشجعون غرف الأخبار على استخدام المصطلحات التى تحددها بشكل جيد منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما فى ذلك «الفصل العنصري» و»التطهير العرقي». وبينما حذر خبراء الأمم المتحدة من أنهم «مقتنعون بأن الشعب الفلسطينى معرض لخطر كبير للإبادة الجماعية»، فإن وسائل الإعلام الغربية لا تزال مترددة فى استخدام وصف «الإبادة الجماعية والتهديد الوجودي» الذى يتكشف فى غزة بدقة. مع تجاوز أعداد أعمال العنف المستمرة أعداد النكبة.

وفى حين أن السياسيين لديهم أجندات محددة ويتلاعبون باللغة لصالحهم، فإن الصحفيين (من المفترض) ألا يفعلوا ذلك.. حيث يتحمل الصحفيون مسئولية أخلاقية فى نقل الحقيقة بدقة. إذا كان الوضع يستدعى استخدام مصطلحات مثل «التطهير العرقي»، فإن عدم استخدامها قد يؤدى إلى التقليل من خطورة الأحداث، مما قد يساهم فى نشر معلومات مضللة. ومع ذلك، يجب على الصحفيين توخى الحذر، والتأكد من أن لغتهم تستند إلى حقائق تم التحقق منها، ومصادر موثوقة، وفهم شامل للسياق القانونى والتاريخي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة