أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

رسائل أمريكا الخاطئة

أسامة عجاج

الثلاثاء، 23 أبريل 2024 - 07:31 م

ظنى الذى يصل إلى درجة اليقين، أن علماء السياسة سيعجزون عن فهم ما يجرى فى كواليس دوائر اتخاذ القرار فى واشنطن، على الأقل بعد السابع من أكتوبر منذ طوفان الأقصى، وبدء العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، الدعم غير المسبوق لإسرائيل، لم يكن مفاجأة لأحد، رغم أنه تجاوز المنطق والعقل، ولكن تدهور الأوضاع ومرور ٢٠٠ يوم على العمليات، كان سببا فى حالة ارتباك استثنائى، نتج عنها مواقف متناقضة، على أكثر من صعيد ونتوقف عن بعض مظاهرها، ( أولا ) كل التصريحات الصادرة من كافة المستويات السياسية، البيت الأبيض والخارجية، وحتى وزارة الدفاع، مع وقف الحرب والتلويح ليس بوقف الدعم العسكرى، بل بمراجعته، وبالتوازى مع ذلك نجد نفس الإدارة، تقدم منذ أيام أكبر حزمة مساعدات لتل أبيب، تصل قيمتها إلى أكثر من ٢٦ مليار دولار، لتطوير آلة الحرب بها، ومنها القبة الحديدية، وتوفير الذخائر للقوات البرية، وتجديد المخزونات فى المستودعات العسكرية للجيش، وتزويده بالصواريخ الاعتراضية للدفاع الجوى، فهل يستقيم الأمر بينهما؟ ثانيا، هذا الموقف غير المفهوم، عن الإعلان القريب عن توقيع عقوبات ضد إحدى كتائب الجيش الإسرائيلى، كتبية (نيتساح يهودا)، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وقد تكون المرة الأولى فى تاريخ البلدين، ولكن (الشياطين تعشش فى التفاصيل)، فعلى عكس التصور، فالأمر لا يتعلق من قريب أو بعيد، بما ارتكبه الجيش الإسرائيلى من مذابح يومية فى القطاع، بل بنتائج تحقيق بدأت منذ عام ٢٠٢٢،

حول جرائمها، ومنها أنها تسببت فى وفاة مسن أمريكى من أصول فلسطينية يدعى عمر أسد، فهل يعنى أن بقية وحدات الجيش الإسرائيلى (مجموعة من الملائكة) كل ما يقومون به هو رد على هجوم الفلسطينين العزل عليهم؟ المظهر الثالث (كشف المستور) فى جلسة مجلس الأمن الأخيرة، حيث أجهض فيتو أمريكا، اتخاذ قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية، رغم أن واشنطن صدعت رؤوسنا منذ السابع من أكتوبر، بطرح مشاريع تتحدث عن السير فى حل الدولتين، والانحياز إلى خيار قيام دولة فلسطينية، قالها الرئيس بايدن، وبشر بها وزير خارجيته بيليكن، فى كل لقاءاته طوال الأشهر السبعة الماضية، والغريب أن المسئولين الأمريكيين قدموا تبريرات من الصعب أن (تحظى بقناعة طفل صغير)، من عينة أن الاعتراف بالدولة، يجب أن يكون فى نهاية عملية السلام،رغم أن واشنطن ذاتها كانت راعية لهذه العملية منذ ثلاثين عاما، وتوقيع اتفاقية أوسلو، وتل أبيب هى المسئولة عن إجهاضها، والأغرب ما قاله وزير الخارجية الأمريكى، عندما أشار إلى أمر الدولة يجب أن يتم عبر الوسائل الدبلوماسية، وكأن اللجوء إلى مجلس الأمن، هى من أعمال القتال والحرب، هى إذا رسائل خاطئة، تعبير عن تخبط داخل دوائر صنع القرار فى واشنطن.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة