جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أى تفاوض.. بعد «رفح»؟!

جلال عارف

الأحد، 26 مايو 2024 - 07:19 م

قرار إسرائيل المفاجئ بطلب العودة للتفاوض حول اتفاق للتهدئة المستدامة فى غزة لابد أن يثير التساؤل حول ما إذا كان الأمر مجرد مناورة جديدة من نتنياهو لكسب الوقت وتخفيف الضغوط الخارجية والداخلية لإيقاف الحرب.. أم أنه إدراك متأخر بصدق التحذيرات من أنه يسير فى طريق مسدود، وأنه − فى سبيل إنقاذ نفسه − يسوق إسرائيل إلى الهاوية. وأنه لابديل أمامه إلا إنهاء الحرب حتى وإن لم يحقق أياً من أهدافها التى كان واضحاً من البداية أنها لن تتحقق؟!
تاريخ نتنياهو يرجح الافتراض الأول.. فهو لم يترك فرصة لإفساد أى محاولة لإنهاء الحرب التى يعرف أنها ستعنى نهايته السياسية(!!) وهو الذى يفخر بأنه قضى عمره السياسى يناور فى مفاوضات عبثية بينما يمضى فى قتل اتفاق أوسلو وحصار السلطة الفلسطينية وزرع الضفة بالمستوطنات وتهويد القدس. وهو الذى يشارك بن غفير وسيموتريتش وباقى زعماء عصابات التطرف الإيمان بضرورة السيطرة على غزة وعودة الاستيطان بها، والعمل على تهجير سكانها الفلسطينيين.
على الجانب الآخر.. يبدو نتنياهو مرغماً على الاعتراف بالفشل الذى أصبح يهدد إسرائيل بالأسوأ. ويبدو تهديده بأنه سيحارب العالم وحده مجرد «هلاوس» بعيدة عن واقع فقدت فيه إسرائيل حلفاءها، وفقدت أيضاً قوة الردع والنفوذ الذى مكنها − على مدى سنين − من ترسيخ أكاذيبها والاستمرار فى انتهاك القوانين الدولية دون حساب. لم يعد ممكناً لدولة تحاكم دولياً بتهمة الإبادة الجماعية ويوضع قادتها فى كشوف مجرمى الحرب المطلوبين للعدالة أن تواصل حرباً يدينها العالم كله. ولم يعد ممكناً الصمود أمام الضغوط الدولية ولا الإفلات من الغضب الداخلى الذى يتصاعد مع استمرار الفشل، ومع المخاوف من عواقب الاستفزازات الإسرائيلية لمصر!!
مشكلة أى مفاوضات الآن.. أن أحداً لا يثق بنتنياهو حتى داخل إسرائيل نفسها(!!) وأن أى تفاوض لا ينبغى أن يعطل التنفيذ الفورى لأوامر محكمة العدل الدولية بإيقاف كل الأعمال العسكرية فى رفح. توحيد المسارين يضمن الجدية من كل الأطراف، ويقطع الطريق على مناورات نتنياهو، ويضع أمريكا أمام مسئولياتها!!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة