كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الإخوان والمظلومية الكاذبة!

كرم جبر

الأربعاء، 19 يونيو 2024 - 09:25 م

الكذاب لا يصدقه الناس وهو ايضا لايصدق الناس ، وكان عام حكم الإخوان فاضحا وكاشفا للمظلومية الكاذبة التى تاجروا بها والزعم بأنهم ضحايا الاعتقالات والتعذيب ، وكانوا يؤكدون - مثلا - أن محاولة اغتيال عبد الناصر فى المنشية مؤامرة صنعها النظام للزج بهم فى السجون .

وبعد توليهم الحكم اعترف يوسف القرضاوى فى حديث تليفزيونى بمسئولية أحد شباب الإخوان «هنداوى دوير» ومجموعته عن الحادث، وأن قناعتهم كانت قائمة على أن النظام كله قائم على عبد الناصر ،وأن رصاصة واحدة له كفيلة بالقضاء على ثورة يوليو.

واعترف الإخوانى يوسف ندا لـ «أبوالعلا ماضى» فى مقالات للدكتور محمد سعيد إدريس منشورة فى الأهرام فى 1 إبريل 2014 بأن»ندا» هو نفسه مؤلف الكتاب الأشهر عن التعذيب لزينب الغزالى، لتشويه نظام عبدالناصر وجذب التعاطف، وقال: «الحرب خدعة» و«اللى تغلب به العب به».

ويوسف ندا هو أحد أكبر قادة وممولى الإخوان، ومفوض العلاقات الدولية لتنظيم الإخوان، وحاصل على الجنسية الإيطالية ومؤسس بنك التقوى، وأحد المتهمين فى قضية محاولة اغتيال جمال عبدالناصر عام 1954، والهارب خارج مصر لسنوات طويلة.

اما الكتاب الذى زعموا أنه تأليف زينب الغزالى وعنوانه «حياتى»، فتزعم فيه تعرضها لتعذيب وحشى فى السجن الحربى، من تعليقها من أقدامها فى السقف، حتى جلدها بالسياط وإطلاق الكلاب الشرسة عليها .وغير ذلك من قصص مروعة ، لو تعرض لها مصارع قوى ما بقى على قيد الحياة طويلا، وظل الإخوان يتاجرون طويلا بقصة التعديب، حتى خرج علينا يوسف ندا بعد وصولهم للحكم ليقول إن الكتاب من تأليفه.

ولم يكن مفاجئا أن يعترف صفوت حجازى، فى تسريباته ، بأن الكذب وتعذيب الناس وتلفيق التهم لهم، واجب وفرض على الجماعة للوصول إلى أهدافها، لو استمر هؤلاء الأشرار فى الحكم، لتدفقت الأكاذيب مثل الطوفان المدمر.

حاولوا إسقاط مؤسسات الدولة وضاع القانون، وانتحرت العدالة تحت الأقدام، والضرب والصفع وتجريد الأبرياء من ملابسهم، وإطفاء السجائر فى أجسادهم العارية، والكتابة عليهم بدوكو السيارات، ويا هول ما شاهدناه بالصوت والصورة.

سقوط الإخوان كان حتميا، لأنهم لم يفهموا معنى التعايش السلمى الهادئ بين المصريين، وسعوا إلى الصراع وليس التنافس، دون أن يدركوا أن الشعب لا يستطيع أن يتحمل ضريبة أطماعهم فى الحكم، فبادر بالتخلص منهم قبل أن يمزقوا نسيجه.

مصر ليس فيها صراع مذهبى، وإذا سألت مسلما «أنت سنى أم شيعى»، إما يصمت أو ينهرك، وكما يقول الشيخ الشعراوى «مصر من علمت الإسلام إلى الدنيا كلها وصدرته حتى إلى البلد التى نزل فيها الإسلام، هى التى صدرت لعلماء الدنيا علم الإسلام»، وتتميز ممارسة المصريين للشعائر بالسماحة والهدوء، وليس العنف والقسوة والدماء.. والكذب .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة