هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

أيتام غزة

هالة العيسوي

الثلاثاء، 25 يونيو 2024 - 07:35 م

أتساءل وأنا مقيدة بإحساس العجز، ماذا فعل العالم الذى يدعى التحضر والإنسانية من أجل هؤلاء؟

يزلزلنى صوت بكاء أطفال غزة، ترجنى مشاهدهم وهم يهيمون فى شوارعها بحثًا عن ذويهم، شعثًا غبرًا  ملطخين بالدماء. هؤلاء الذين نجوا وحدهم من الغارات الإسرائيلية الوحشية، بينما قبعت جثامين أهاليهم تحت أنقاض بيوتهم، أو  ربما فى المقابر الجماعية التى عُثر عليها دون التعرف على هوياتهم. لا أستطيع الفرار من إلحاح صوت وصورة ذلك الطفل  الذى لم يجاوز التاسعة من عمره وهو ينتحب ملتصقًا بجثمان أخيه الشهيد يناشده ألا يتركه وحيدًا ويمضى فقد كان هو من بقى من عائلته. مرأى هؤلاء الأطفال وهم يقتسمون بضع لقيمات بالكاد تبقيهم على قيد الحياة.

تتردد بداخلى أبيات الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان فى قصيدتها «لن أبكى»:

 وأين القاطنون هنا؟

هل جاءت بعد النأى أخبار؟

هنا كانوا هنا حلموا هنا رسموا

مشاريع الغد الآتى

فأين الحلم والآتى؟

 أين همو؟

حسب تقديرات اليونيسيف حتى أبريل الماضى هناك 17 ألف طفل فلسطينى فى غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم.  تأثرت الحالة النفسية للأطفال الفلسطينيين بشدة، وتظهر عليهم أعراض مثل المستويات المفرطة من القلق المستمر وفقدان الشهية، ولا يستطيعون النوم، وتنتابهم نوبات انفعالية أو ذعر فى كل مرة يسمعون فيها انفجارًا وهناك بعض الأطفال الذين لم تتسنِ معرفة ذويهم. وهناك أطفال صغار للغاية أو فى حالة صدمة لا تمكّنهم من أن ينطقوا أسماءهم.

أتساءل وأنا مقيدة بإحساس العجز، ماذا فعل العالم الذى يدعى التحضر والإنسانية من أجل هؤلاء؟ قبل أقل من أسبوع  حل اليوم العالمى لللاجئين. فى 20 يونيو من كل عام، تستضيف الأمم المتحدة ووكالة الأمم المتحدة للاجئين والمجموعات المدنية فى جميع أنحاء العالم أحداث اليوم العالمى للاجئين من أجل لفت انتباه الجمهور إلى ملايين اللاجئين والمشردين داخليا فى جميع أنحاء العالم الذين أجُبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحرب والصراع والاضطهاد، فماذا فعلوا من أجل لاجئى غزة. فى وقت تواجه فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين اتهامات إسرائيل وملاحقتها كى تسد أبوابها وتشل عملها؟

ماذا فعل العالم لأيتام غزة وهو يحتفل فى يوم الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام بيوم اليتيم، تلك المناسبة التى تهدف لإدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأيتام؟ أين قوافل الإغاثة النفسية والتأهيل لمساعدتهم على التعافى من هذه الصدمات؟ أين الملاجئ الآمنة لحمايتهم وتغذيتهم وسد جوعهم؟ هذا العالم بأسره متواطئ، لكن عزائى أن هناك ما يزيد على 17 ألف مشروع فدائى.   

يتكون مخيم الأيتام المقام فى شارع الرشيد الساحلى فى مواصى خان يونس، من مجموعة من العُرُش الموزعة بشكل طولى، وبينها ساحات للعب الأطفال، تستخدمها الأمهات كذلك فى غسل الملابس والتنظيف.

المخيم الذى يحمل اسم «البركة» أقيم ضمن سلسلة مبادرات خيرية بالاسم ذاته، ويضم 50 عريشة منفصلة، تعيش فيها 70 عائلة، كون بعض الأرامل شقيقات، ولهن 350 طفلاً يتيماً، وفق مدير المخيم محمود كلخ.

وقال كلخ إن المخيم يوفر الإيواء بشكل أساسى، إضافة إلى وجبات الطعام والمياه الصالحة للشرب ومياه الاستخدامات الأخرى، فضلاً عن كهرباء محدودة لشحن الهواتف وبطاريات الإضاءة.

وأكد أن إنجازه كان تحدياً كبيراً «لأنه تم بجهود ذاتية فردية من أهل الخير، دون مساندة أى جمعية محلية أو خارجية».

ويوضح مدير المخيم الذى يعمل معلماً وناشطاً إغاثياً، أن الفكرة جاءت بعدما تقدمت مئات الأرامل بمناشدات لتوفير خيام أو مأوى لهن فى ظل ارتفاع تكاليف شراء الخيام، فضلاً عن أوضاعهن الاجتماعية التى تحتاج إلى أماكن آمنة وبعيدة عن الزحام.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة