الهالوين
الهالوين


نرصد آثار احتفال الأطفال والمراهقين بـ «الهالوين»

منى إمام

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 09:40 ص

يعتبر الهالوين «عيد القيديسين» احتفال معروف عالميا وهو يوافق يوم 31 أكتوبر من كل عام والمعتاد فيه لبس الأزياء التنكرية لساحرات وشخصيات مرعبة معروفة وغيرها، وهو عبارة عن يوم ملئ بالخدع والأجواء المرعبة والحلوى التي تحصل عليها الأطفال من الكبار.

كما أن طقوسه قائمة على الرعب والخداع حيث أنه يحاول الكثير من الأشخاص تزيين منازلهم على شكل أشباح وتشغيل موسيقى مرعبة وإضاءة الشموع، أما الأطفال والمراهقين يرتدون ملابس مخصصة لهذا اليوم يكون أغلبها مرعبا، مثل الساحرة الشريرة ومصاص الدماء ودراكولا ويحاولون الاندماج في هذه الأجواء رغم صغر سنهم، ويحاولون إخافة الآخرين ويتعرضون للخوف، فهل ما يتعرضون له يؤثر عليهم اجتماعيا ونفسيا؟.

من الناحية النفسية، قال  د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن الاحتفال بالهالوين يتضمن الكثير من الآثار النفسية والاجتماعية والثقافية أيضا ليس على الأطفال فقط وإنما على المجتمع بشكل عام فهو فضلا عن كونه تكريس للتبعية والتقليد الأعمى.

وأوضح عبدالمجيد، أن الاحتفال بالهالوين يعد من العوامل المساعدة على تشويه الثقافة العربية وتغريبها بالإضافة إلى العديد من الآثار النفسية الخطيرة على الأطفال وهم الامتداد الطبيعي للمجتمع في المستقبل.

آثار خطيرة لـ«الهالوين»

وأوضح عبد المجبد، أن الآثار الخطيرة تتمثل في تغذية التفكير الخرافي والأسطوري لدى التلاميذ خاصة إذا تم هذا الاحتفال في بيئة تعليمية مثل المدرسة فإنها بذلك تقوم بمباركة هذا النمط غير السوي من التفكير حيث يحل الاعتقاد في الأساطير والخرافات والأشباح محل التفكير العلمي والإبداعي ويأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه جامعة القاهرة تبني مشروع حضاري لتطوير العقل المصري داعمة للتفكير النقدي، ومنها أيضا تغذية الخوف والرعب لدى التلاميذ حيث إن طبيعة هذا الاحتفال بما يتضمنه من مشاهد الإثارة و الرعب والتخويف يعمل على زرع الخوف في نفوس التلاميذ ويترتب على ذلك ضعف ثقة التلميذ بنفسه وخوفه الدائم من المجهول وعدم شعوره بالأمن والاستقرار النفسي هذا نتيجة انخراطه الدائم ومشاركته المتكررة في مثل هذا الاحتفال ربما يؤثر تأثيرا سلبيا على أدائه الأكاديمي.

وأضاف أنه بصفة عامة فإن التشوه الثقافي والتلوث المعرفي هما أخطر ما يمكن أن يتعرض له الطفل والمجتمع جراء مثل هذه الاحتفالات التي تساعد على إنتاج جيل هش وفاقد للانتماء إلى ثقافته العربية متشبع بالثقافة الغربية غير مؤمن بقدرات مجتمعه ضعيف في الدفاع عن قيمه ومعتقداته وأفكاره وأهم السمات المميزة لهذا الجيل هي نظرته الدونية لكل ما هو عربي وتقديسه لكل ما هو وافد  ودخيل على الثقافة العربية.

ونصح أنه يجب الحرص في انتقاء المناسبات التي يتم استيرادها من الثقافات الأخرى بحيث لا يتم تعزيزها ولا الترويج لها إلا إذا كانت تتفق مع قيم المجتمع ومبادئه وما سوى ذلك يمنع على الأقل الاحتفال به في المدارس والمؤسسات الرسمية.

«تقليد أعمى»

ومن الناحية الاجتماعية، قالت استشاري اسري وخدمة المجتمع د. ندى الجميعي، إنه من المؤسف أن مجتمعاتنا العربية تتبع التقليد الأعمى ومنها الاحتفال بالهالوين ولكن عليهم أن يعلموا أصل هذا الاحتفال للوثني الذي كان يؤمن بإله الموت" Samhain " حيث كانوا يعتقدون أنه في يوم عيده فإن أرواح الموتى تجوب الأرض وأنه يجب استرضاؤها لكي لا تصنع شراً، ولتمثيل هذا الطقس كان الناس يزورون البيوت كما تفعل الأرواح ويطالبون باسترضائهم, كما كانت تُقدّم التضحيات البشرية في تلك الليلة الرهيبة.

طقوس الاحتفال بالهالوين

وأضافت أنه بعد ذلك حرف الأمريكان هذه الطقوس واستبدلها بإخافة وإرعاب أرواح الموتى لأنه ليس عيد ديني لدى إخوتنا الميسيحين كما يزعم البعض بل تؤكد أغلب الدراسات التاريخية فهو تقليد أمريكي المغزى منه طرد الأرواح الشريرة بأخافاتها من خلال إشعال النيران وارتداء الملابس المخيفة لعادات غربية تشوه براءة أطفالنا وأرواحهم النقية على العكس لابد أن نرى أطفالنا بزي الملائكة والأبطال والأميرات لا بلباس الشياطين والإشكال المشوهة والأشرار وندعوك لعادات منافية لبراءتهم وطفولتهم. 

وأوضحت د. ندى أن رموز الاحتفال بالهالوين بما يتضمنه من سحرة وشياطين ومشعوذين ليست سليمة بالمرة على نفسية الطفل وتجعل منه شخصا عدوانيا يستحل عذاب الآخرين ورؤية الدماء من حوله، فهي عادات شيطانية، حيث تعلّم الأطفال عكس ما يجب أن يتعلموه، وهذه الممارسة تجعل الأطفال ينغمسون في ذلك الجو الشاذ.

واستنكرت لهذا الحدث قائلة لماذا نأخذ العادات الغريبة والشاذة عن مجتمعاتنا ونطبق العولمة في الانحلال والثقافات الغربية المنافية لديننا، مضيفة أن مصر بلد عريقة لديها حضارة تفتح لها الأفواه عند رؤياها من شدة ذهولهم بها، آلاف السنين يبحثون العلماء كيف بنيت أهرامنا وحنطت أجسام أجدادنا ولا يجدون السر، أنها مصر أرض الكنانة والتاريخ فلا نعلم أطفالنا غير تاريخنا والاقتداء بأجدادنا حيث يكملون مسيرة النجاح.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة