مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

ارحموا مصر يا مصريين

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 30 ديسمبر 2019 - 06:27 م

بقلم/ مديحة عزب

سويعات معدودة تفصلنا عن العام الجديد، كل عام ومصر والمصريون كلهم بخير وصحة وأمن وأمان واستقرار وثبات نفسى ومادى أمام أى مخاطر تهدد وطننا الغالى، كل عام ونحن أقدر على مواجهة أى صعوبات تضعها الأقدار فى طريقنا نحو الغد الأفضل بإذن الله.. وكفاية علينا قوى تلك الصعوبات لكن أن نصنعها نحن بأيدينا ونضعها حجر عثرة فى طريقنا نحو المستقبل فهذا الذى لا يمكن استيعابه إطلاقا، وإليك عزيزى القارئ بعض الأمثلة على ما نفعله بأنفسنا، أليست الزيادة السكانية المتفاقمة التى تشهدها مصر منذ عقود أكبر معول يستهدف كل مخططات التنمية ويلتهم بسرعة تفوق الوصف أى نتائج إيجابية تستطيع الدولة أن تحققها على كافة الأصعدة وده على أساس إن اللى بيخلف بيرمى على قلب الحكومة اللى هى ماما وبابا ولم يفكر يوما إن ماما وبابا خلاص ماعادوش قادرين يشيلوا تانى.. كذلك التقاعس الذى تجنح إليه المؤسسات الدينية فى بلادنا عن القيام بدورها كما ينبغى فى تصحيح المفاهيم الدينية لكى تتوافق مع ما أنزله الله عز وجل فى كتابه العزيز، ألا يؤدى ذلك إلى المزيد من تفريخ العناصر الإرهابية يوما بعد يوم وانضمامها إلى صفوف الإرهابيين المضللين (سواء ذلك بفتح حرفى اللام أو بكسرهما).. أليس الفساد الذى لا يزال يستشرى فى الجهاز الإدارى للدولة وتفشى الرشوة فى معظم قطاعات العاملين بها، أليس ذلك بأكبر ظلم يمكن أن يلحق بأصحاب الحقوق ولن أتحدث عما يفعله الشعور بالظلم عند صاحب الحق والذى أوّله الكفر بالناس وبالوطن.. كذلك أليس ما تفعله بعض الفضائيات من بث الشائعات وتقديمها للناس على أنها حقائق ثابتة واعتمادها على الأخبار الكاذبة التى تبثها مواقع التواصل الاجتماعى، ألا يُعتبر ذلك تحريض للناس وزعزعة للاستقرار المجتمعى وتعميق للخراب والانهيار الأخلاقى فى مصر، وها نحن نطالع يوميا فى صفحات الحوادث ما يقودنا إليه ما يحدث فى الإعلام من بث سموم فتاكة.. ارحموا مصر يا مصريين..
كاميرا الدنيا وكاميرا الآخرة
يقول أحد الشباب «عندما كنت مقيما فى هولندا فى العام الماضى ارتكبت بسيارتى مخالفة مرورية فى عرفنا نحن المصريين بسيطة وهى مجرد كسر الإشارة الحمراء، وما هى إلا أيام حتى جاءنى إخطار من إدارة المرور بالبريد بالمخالفة متضمنا كافة التفاصيل المتعلقة بها مكانا وزمانا ثم - وذلك هو الأهم - سؤال لى «هل تقر بهذه المخالفة أم لديك اعتراض».. الحقيقة مع اعترافى بينى وبين نفسى بالمخالفة التى ارتكبتها إلا أن السؤال فى حد ذاته حفزنى لاستطلاع الأمر فى حالة إذا ما اعترضت، كنت أريد أن اعرف ماذا سيفعلون لو لم أقر بخطئى، فأنكرت الواقعة من أساسها، بعد ذلك بأسبوع جاءنى الإخطار الثانى بالبريد متضمنا ثلاث صور لسيارتى الأولى قبل كسر الإشارة الحمراء والثانية أثناء كسر الإشارة والثالثة بعدما اجتزتها يعنى متلبسا بالخطأ لا مفر من ذلك.. وبالطبع قمت بسداد قيمة المخالفة دون أى اعتراض.. هذه الحادثة أتذكرها كلما قرأت فى القرآن الكريم سورة الجاثية ومررت فيها على آية«هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ .....» يا إلهى إذا كانت آلة تصوير من صنع الناس ترصد الفعل بكل تفاصيله فلا تستطيع أن تهرب أو تفر منها فما بالك بتصوير وتسجيل رب الناس.. أين المفر؟ عملك يُنسخ فى كتاب إلهى لا يضل ولا ينسى ويُحفظ فى مكان مأمون لا يُتلف ولا يُسرق ولا يُهكّر عليه.. يا إلهى كل المعاصى مسجلة بتواريخها ووقائعها ومكانها وزمانها وملابساتها وخلفياتها ودوافعها كلها مسجلة بالصوت والصورة ويوم القيامة تعرض على صاحبها «اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا» فيقرأ ثم يقول « مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا»..
ما قل ودل:
الدايت الصح إنك تخفف ناس من حياتك، أما الأكل الصراحة ماشوفناش منه إلا كل خير..


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة