أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

سيجارة الندل

أحمد عباس

الخميس، 27 أغسطس 2020 - 06:14 م

كالعادة مع صبيحة كل يوم جديد، أنادى على صديقى ناجح الحارس المؤتمن على العمارة التى أسكن بها، يرد ناجح باهتمام: أيوه على عينى حاضر. فلا أطلب منه إلا علبتى سجائر من النوع الرفيع، التى يقولون عنها إنها سجائر حريمي.. لكن وماله، حتى اذا كانت حريمى كما يقولون، هو احنا نطول!
يغيب ناجح عشر دقائق على الأكثر، ويعود بعلبتى من النوع الألمانى المطلوب، يأخذ ما تبقى من المرتب، ثم يذهب أينما يذهب. فى ذلك اليوم القريب أتم ناجح مهمته باقتدار كما يفعل دائمًا، ولأننى مدخناً شرهاً للأسف، مزعت السوليفانة المحيطة بالعلبة، وأشعلت السيجارة الأولى بشغف، ولهفة، أولا لأنها السيجارة الأولى لهذا النهار، وأخيرًا لأنها سيجارة حريمى ولها شوق من نوع خاص..
فى النفس الثانى بدت النكهة مختلفة، والملمس خشن، والنفس مايلذش.. ماشي، يحدث ذلك أحيانًا، لما يكون صدرى «مغشلق» من كثافة دخان ليلة البارحة، لعله يتغير فى النفس الثالث أو الرابع، كلا، لم يتغير شيء، طيب لعل السيجارة مكتومة، ولتحل سيجارة أخرى هذا اللغز، ولتكن أهدأ، وأنعم، وأطرى على الصدر، لكن والله لا، نفس الرائحة، والملمس، وذات النكهة.. الله هو فيه ايه!
بعد فحص وبحث وتمحيص، ومحاولات لفك الخط، تعرف ماذا وجدت مكتوبا على جانب العلبة بخط دقيق..
Made in Turkey، نعم، مصنوعة فى تركيا، وعليها خاتم نسر شعار مصلحة الجمارك المصرية، يقول إنها خالصة الضرائب، مع انها فى الأصل تأتى مصنعة فى ألمانيا، وتصل مستوردة من قبل أحد عمالقة استيراد السجائر فى مصر، أدخلها وأنواع أخرى مجهولة، بعد أن فقد توكيل استيراد السجائر الأمريكية الأشهر، صاحبة رمز الكاوبوي.
طيب.. أنا أسأل فقط لماذا لجأ المستورد لجلب نفس النوع من مصانع الشركة ذاتها بتركيا، ولماذا تركيا، اذا شح الصنف فى بلد منشأه فلا داع له أصلا، أما أن يدفع المصريون من أموالهم لتمويل صناعة تركية فهذا ما ليس أفهمه على الإطلاق، هل حازت هذه الشحنة عقب استيرادها على موافقة هيئة الرقابة على الواردات، ووزارة الصناعة والتجارة، وجهاز حماية المستهلك، وهيئة الموانئ التى دخلت منها.
هل يعقل أن تحاربنا تركيا فى البحر المتوسط، وتحاول السطو على ليبيا، وتحتل سوريا، وأجزاء من العراق، وتشترى سلاحًا، وتوظف عمالتها من جيوب المدخن المصري.. والله هذا عيب، ثم انه والله هذه سيجارة أندال، وسيجارة الندل ماتكيفش.
والسلام عليكم


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة