أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

«بوك مارك»

أحمد عباس

الخميس، 10 سبتمبر 2020 - 05:50 م

أقول شيئا لك عن «بوك مارك»، هى صفحة متخصصة على موقع «فيسبوك» تضم مجموعة ضخمة من القراء، ومحترفى القراءة، والعاطلين عنها، والعاملين عليها. يعنى أنك تلتقى هُنا القارئ الدؤوب، والذى توقف فجأة وفقد شهيته ويسأل كيف أعود لأقرأ، والقارئ الشغوف، وكبار كُتاب هذا الوقت ليس بصفتهم كُتابًا، ولا مُثقفين، ولكن بصفته إنسانا يقرأ، يقرأ فقط، والفروق بين كلتا الشخصيتين شاسعة، فالأولى شخصية تهوى التنظير، والتعبير، والإدلاء بالرأى، وتتحين لحظة السؤال عن وجهة نظر. أما الثانية شخصية راسخة، تسمع أكثر بكثير مما تتكلم، وتناقش بلا تعالِ مُفسد.
فى البداية لما دعانى للانضمام الصديق خالد حجازى، تلقيت الدعوة وقبل أن أقبلها راودتنى هلاوس، أدركت بعد ذلك أنها كلها بسبب تجارب سابقة، وهذه من نقائص العقل، كأنك تحكم على الحالى أو المستقبل، بناء على الماضي، والتجارب السابقة.
أول هذه الهلاوس أن هذا مجتمع للمثقفين، وقارئى الكتب، والروايات، والقصص، والشعر، والنثر، وكل فنون الأدب، وأن هؤلاء الناس الخلاف بينهم يكون سفسطة، صاحب الغلبة فيها ليس الأكثر حُجة، ولا الأشطر فى القدرة على الجدل، ولكن الغلبة فيها للمزايدين، ذلك أنهم يملكون وجهات نظر مختلفة تمامًا عن بعض، واللقاء بينهم صعب، صعب للغاية، فخلافات المثقفين من القوم نتائجها خطيرة، خطيرة جدا.
وثانيها أن هذا المجتمع مُغلق على ذاته، وأنا أخشى من كل النقاشات التى تدور فى حلقات مُفرغة.
قبلت الدعوة وشكرت الرجل على أية حال، على الأقل تذكرنى وخّمن ميولى، أو أراد بى ثراءً جديدًا، المهم.. شكرا يا خالد.
ولما كانت شهور تمضى وأنا أراقب هذا الـ «بوك مارك» أقول لك ما رأيت.. فى هذا المجتمع لا صوت يرتفع ليعلو على صوت، ولا أحد يُزايد ليبدو أكثر اطلاعا من عضو آخر، هذه ليست ساحة للاقتتال الفكرى، هذه فقط مساحة للمشاركة، والتبادل، والمساعدة..
بالمناسبة.. عرفت من هذا الـ«بوك مارك» عن روايات جديدة، وقرأت آراء مستنيرة، وضحكت فى بعض تعليقاته، وعرفت ما هو جهاز الـ«كيندل» عبر ڤيديو شارح، شاركه صديقى المهندس محمد اسماعيل عُمر.. وعرفت منه عن كتاب «الكلام على إيه» للصديق أشرف هلال، كل ذلك فى هدوء جَم.
الخلاصة أن القارئ لا يُثرثر، والكاتب لا يدّعى، ومن يفهم يساعد من لا خبرة له، وهكذا تسير الأمور..
تانى.. شُكرا يا خالد


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة