شيللاااااه يا شيخ فراج
شيللاااااه يا شيخ فراج


شيللاااااه يا شيخ فراج

أحمد عباس

الخميس، 27 مايو 2021 - 07:24 م

راح الشيخ مؤنس يبرطع بما أُحل له من بهيمة الأنعام، فلا يحرم نفسه من شهوة اشتهاها على وجه البسيطة إلا وسعى خلفها، ولا يرحم رأسه من ايجاد مخرج لها لا لفعلها بل ليجد مخرجا يستحلها به.

وللشيخ مؤنس شخصية رمادية مرعبة، فلا يمكنك مهما كانت رأسك شغالة، وتابعت عددًا لا بأس به من المسلسلات الأجنبية، والأفلام النتفلكسية وحلقات الدراما و«الساسبينس» لا يمكنك أن تتوقع ما سيفعله هذا الأُلعبان الشيخ مؤنس، فلا يهم كيف سيتزوج شخصية «هنا» التى لا تعفيها سذاجتها من الغرابة، ولا يمنعها جهلها من التجربة، ولا اضمحلال عقلها من السقوط فى الدحديرة عقب كل نُقرة، المهم أن للشيخ مؤنس منطقًا دائمًا، وبلاغة فى البيان واختيار «النسوان».

أما لحية الشيخ مؤنس الكثيفة، فلا أعرف متى استطاع هذا العفريت محمد فراج أن يربيها على الغالى هكذا، فبدا على الشاشة لو أنها صاحبته منذ الصغر، ولما ظهر بها فى مهرجان الجونة الماضى على السجادة الحمراء لم يسأله أحد عن سببها، ولا أعتقده كان سيفصح عن شخصية الشيخ مؤنس، الذى هو دائمًا كتوم، وصامت، وقامط، ولا يفصح عما يجول برأسه، ولا ما يدبره عقله الغويط.

وللشيخ فراج مذهب خاص فى الدحلبة، يتخذه كلما حلت إلى نفسه فريسة، أو كلما أراد الفكاك من أخرى، حتى بعدما فرغ من زوجته سارة فى فراش الزوجية، وطلبت منه تطليقها كان يدافع عن منطقه فى علاقته بمرأة أخرى، مزج جدا الشيخ مؤنس فكل مسائله تدفعك للحيرة، فى البداية مقنع جدا، وفى النهاية رمادى جدا.
لفراج أيضًا ظهور خاص فى أعمال عدة، انظر مثلا إلى شخصية مدرب التمثيل الذى لجأ إليه محمد ممدوح «تايسون» فى خللى بالك من زيزى هذا العام، كان فراج فيه مبدعًا، ولأنه ابن ورش تمثيل محترفة وأساتذة كبار، استطاع أن يبدو عصبيًا كمان، ومتوترا دائمًا، وانفعاليا، ومثقفا، كل ذلك فعله فى دقائق أعدت مشاهدتها أكثر من مرة، خاصة لما سأل تايسون: «حد قالك تجيب سيرة المكنون»!

وفى مسلسل الاختيار كان فراج ضيف شرف ثقيلا.. ثقيل جدا، ذكى مثقف، باشمهندس بنظارة، عنيف وعنيد ومتكبر، وصاحب فكر تكفيرى منحرف، كل ذلك أيضًا فعله فراج.. عليك اللعنة يا فراج، أنت ممثل حقيقى، تجاوز لقب فنان، أنت ممثل.. ممثل بحق، وذلك أصعب وأكثر قيمة، تعرف كمن!

كفتحى عبد الوهاب، وسيد رجب، وماجد الكدوانى، وخالد صالح.. أمد الله عمركم.

أما محمد فراج، فأنا لا أراه إلا شيخ.. شيخ طريقة فنية مذهلة، فلما كان يجسد دور المدمن فى مسلسل «تحت السيطرة» الذى عُرض منذ نحو خمسة رمضانات ماضية، كنت قد وصلت معه فى الحلقة العشرين أننى بمجرد ظهوره على الشاشة لا أستطيع إلا أن أمسك بظهرى من الألم الذى يسببه لى إحساسه بالاحتياج لجرعة سريعة من المخدر حتى «يمسك ظهره» الذى يشعر بانفكاكه من أثر الإدمان.

فى ذلك العام طلبت فراج، ولما رد على هاتفه بأدب جَم، قولت له «روح يا شيخ الله يسامحك، أنا حاسس انى مدمن»، ضحك فراج ساعتها ضحكة مجرم سوابق عتيد الإجرام والإدمان معًا ومنذ حينها صارت علاقة -هاتفية فقط - رائعة تربطنا، إلى أن التقيته فى الجونة منذ نحو عامين وأصبحت وجه لشخص، المهم أنها علاقة أنا أعتز بها للغاية، وبعد الحلقة العشرين أيضًا من «لعبة نيوتن» اتصلت به فرد بلطف كعادته: «ها عملت فيك ايه المرة دي»، فأجبته: «انت عملت حالة فى مصر كلها يا محمد، برافو عليك».

والحقيقة أننى لا أستطيع أن أرى فى محمد فراج إلا ممثل مصرى محترف، تجرى وراءه العالمية فلا تلحق به، وأنا والله لا أنافق فى الفن، ولا أقول له إلا «شيلااااه يا شيخ فرااااج».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة