حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

دروس مـسـتـفـادة مـن مـتـابـعـة الرئيس السيسى للرياضيين فى طوكيو

الأخبار

الخميس، 12 أغسطس 2021 - 06:27 م

الألعاب الأوليمبية أكبر حدث رياضى تشهده الكرة الأرضية كل أربع سنوات.. وهو سباق حضارى تسعى كافة الدول للمشاركة فيه، وينال كل من تأهل للألعاب الأوليمبية لقب بطل أوليمبى.. ويا له من شرف تتضاءل معه السباقات الدنيوية الأخرى فى الأسلحة الذرية والتقليدية وغيرها.. 
وتعد الألعاب الأوليمبية أحد المقاييس المهمة لتحديد مدى تقدم الحضارة الإنسانية، ولذلك حرصت معظم دول العالم الكبرى على استضافة هذه الألعاب التى انطلقت من اليونان مهد الحضارة الأوليمبية القديمة مروراً بباقى الدول الأوروبية والأمريكيتين والصين وكوريا الجنوبية فى الشرق وإستراليا.. وكان طبيعياً أن يهتم بها الزعماء التاريخيون لهذه البلاد كما رأينا فى دورة برلين 1936 وكيف أبدى الزعيم الألمانى إدولف هتلر إعجابه الشديد بالرباعين المصريين على رأسهم خضر التونى وتمنى أن يكون الألمان فى مثل براعتهم وقوتهم..
 كما رأينا الوجه القبيح للسياسة فى بعض الدورات مثل دورة 1920 التى كان مقرراً أن تقام بألمانيا ولكن بسبب الحرب العالمية الأولى انتقلت إلى إنفرس ببلجيكا، ولم تدع إليها الدول التى هزمها الحلفاء (ألمانيا والنمسا وبلغاريا والمجر وتركيا)، كما لم تقم الدورتان الثانية عشرة والثالثة عشرة فى طوكيو ولندن عامى 1940 و1944 بسبب الحرب العالمية الثانية، كما شهدت دورة ميونيخ 1972 واقعة اعتداء على البعثة الإسرائيلية وقاطعت عددا من الدول الإفريقية دورة مونتريال 1976 بسبب زيارة فريق الرجبى النيوزيلندى لجنوب أفريقيا فى أوج عنصريتها، وأيضا دورة موسكو 1980 التى قاطعتها العديد من الدول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
 وكانت قمة الإرهاصات الإنسانية فى دورة لوس أنجلوس 1984 والتى تمثلت فى مباراة البطل المصرى محمد رشوان والبطل اليابانى فى نهائى الوزن فوق الثقيل لبطولة الجودو والتى لم يستغل فيها رشوان إصابة اللاعب اليابانى فخسر الميدالية الذهبية فى ظل إعجاب وفخر من العالم كله خاصة الشعب اليابانى الذى أبدى تعاطفاً خاصا مع رشوان بميداليته الفضية الإنسانية.. 
ولأن المسئولين عن الرياضة المصرية طوال الفترات السابقة يشعرون بمدى أهمية إعداد الأبطال الرياضيين ليعود اسم مصر عاليا خفاقاً فى الميادين الأوليمبية فكان هناك دائما مشروع لصناعة البطل الأوليمبى ولم يستمر كثيراً ولكن كان من نتيجة حصاد الميداليات فى دورة أثينا 2004 وعودة ذاكرة الميداليات الذهبية فى المصارعة الرومانية بفضل المصارع السكندرى كرم جابر ومع ميداليات أخرى فى الملاكمة بين الفضية وبرونزيتين، وبرونزية تامر بيومى فى التايكوندو .. 
وتأتى دورة طوكيو 2020 لتقام فى عام 2021 نتيجة لظروف اضطرارية نظراً لاجتياح جائحة كورونا العالم.. 
وكان طبيعياً أن تستعد مصر للمشاركة فى الأوليمبياد رغم الأوضاع البيئية الصعبة وتأثر برامج الإعداد.. وكانت كل المعطيات تقول إن نتائج الرياضيين المصريين لن تحقق الهدف المأمول منها فى ظل تراجع رفع الأثقال والمصارعة باستثناء لاعب واحد كما أن لعبتى كرة القدم وكرة اليد تتوقف نتائجها على التوفيق والتخطيط السليم وإن كانت حظوظ كرة اليد تبدو أفضل كثيراً نتيجة للإعداد الجيد والعناصر الشابة المتميزة بالفريق.. ونتائج باقى اللاعبين واللاعبات تتوقف على التوفيق واستعادة ذاكرة الانتصارات الدولية السابقة خاصة بالنسبة هدايا ملاك فى التايكوندو وأحمد الجندى فى الخماسى الحديث ومحمد إبراهيم كيشو فى المصارعة.. 
ولم توضع فريال أشرف وجيانا فاروق بطلتا الكاراتيه فى حسابات الفوز والخسارة لأن اللعبة تدخل الألعاب الأوليمبية لأول مرة وبقرار يابانى وفقاً للتقاليد الأوليمبية كما أن دول شرق أسيا تمتاز فى ألعاب الكاراتيه والنزال بصفة عامة واقتناص ميداليات فى مثل هذا الجو غاية فى الصعوبة.. 
والشىء الوحيد «المشجع» فى مثل هذه الأجواء هو إيمان القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى بلاعبى ولاعبات مصر فى كل المسابقات التى خاضتها الرياضة المصرية فى السنوات الأخيرة.. 
وكان الرئيس حريصاً على متابعة أبنائه وبناته فى كل المنافسات.. وقد ظهر هذا الاهتمام الرئاسى واضحاً على مدى أيام دورة طوكيو.. ورغم فرحته الغامرة بفوز فريال أشرف بالميدالية الذهبية فى الكاراتيه واتصاله بها وتهنئتها كأول فتاة مصرية تحرز ميدالية ذهبية فى تاريخ الألعاب الأوليمبية، فإن الرئيس لم ينس أن يشيد بأداء وروح لاعبى المنتخب الوطنى لكرة اليد رغم خسارته فى مباراتيه أمام منتخب فرنسا فى نصف النهائى وأمام منتخب إسبانيا على المركز الثالث.. وهنا يجب أن نقف كثيراً أمام اهتمام الرئيس ومتابعته لمنتخب كرة اليد، لأن الرئيس ومع اهتمامه البالغ بالألعاب الفردية وميدالياتها الذهبية والفضية والبرونزية، فإنه يريد أن يبعث برسالة ذات مغزى لكل العاملين فى الدولة وفى المجال الرياضى وغيره: «إن العمل الجماعى الحقيقى يستحق منا جميعاً الإشادة والتكريم خاصة إذا كان هذا العمل مصحوباً بالجدية والأداء القوى والرغبة فى تحقيق المصلحة العليا للوطن».. وهذا يفسر برقيته إلى منتخب كرة اليد عقب مباراتيه الأخيرتين فى الدورة.. وهذا عهد جديد فى التعامل مع المجيدين من أبناء الوطن.. 
وهذا لا ينسينا أيضا أحمد الجندى وفضيته الغالية فى الخماسى الحديث.. وأيضا لا ننسى جيانا فاروق لاعبة الكاراتيه أيضا التى حازت البرونزية ففتحت الطريق لزميلتها فريال أشرف لتضفى الفرحة على جماهير الشعب وحملت هداية ملاك وسيف عيسى علم التايكوندو وانتزعا ميداليتين برونزيتين ولم يخيب محمد إبراهيم كيشو بطل المصارعة الرومانية الأمل وانتزع الميدالية البرونزية عن جدارة فى وزن 67 كجم.
وعن الإعداد الأمثل للدورات الأوليمبية القادمة ابتداء من دورة باريس 2024 فيجب أن نستعيد من الأوراق فى وزارة الشباب والرياضة ما يمكننا من الإعداد الصحيح مع اختيار القيادات الصالحة فى الاتحادات الأهلية التى يختفى معها هروب الكفاءات إلى الولايات المتحدة وقطر وغيرها..
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة