الجمعة، 24 سبتمبر 2021 - 06:39 م

البيت من أرقى ما صنع الإنسان، تخيل حياتك بدون بيت ؟ تخيل أن حياتك بدون أربعة جدران وسقف ؟
البيت هو مخبأ الانسان من كل الأزمات، هو السكن مهما طالت الغربة، هو التفاصيل التى تجعل للأيام معنى !
لكن البيوت الحقيقية هى من يملؤها أصحابها بالصدق، بالحب، بالأمانى، بالفرح، بالكلام الحلو .
البيوت التى تخلو من هذه الأشياء بيوت بلا روح، بيوت تطرد أصحابها، بيوت خاوية مثل جنة بلا أنهار وشجر !
زمان كان وجود الحب فى البيوت يسبق تصميم ديكور البيوت، كان الأمان يسبق اختيار العفش والنجف والكراسى ولون الحوائط .
بيوتنا زمان كانت كافية للبقاء فيها أطول وقت ممكن، والعودة إليها فى اشتياق عند الخروج منها، كان للبيوت طاقة من الحب وقانون من التفاهم بين سكانه !
ومن طاقة الحب وقانون التفاهم .. كان للبيوت طعم الدفء ومعنى البهجة، كان هو المساحة الكافية لكى تناقش فيه العائلة مشاكلها لتصل إلى بر الأمان وكان هو المسافة الحقيقية بين كل فرد فى البيت الواحد، كان هو العيد وهو السعادة وهو بيت العمر !
كانت البيوت عامرة بما يكفى ويليق من الكلمات الطيبة والدعوات المفرحة والود الرائق واللحظات والأوقات الحلوة التى مهما مر من عمر نفتكرها فى سعادة .
إننا فى احتياج إلى أن نفرش بيوتنا بالتفاصيل الإنسانية وكلمات المحبة قبل أن نفرشها بالأغلى والأكثر !
عطروا عتبات البيوت بكلمات الامتنان بين كل من يسكنها.. لكى نربح بيوتا مستقرة وحياة مستقرة.
أملأوا الحوائط بصوركم السعيدة الضاحكة حتى تتذكروا فى لحظات الحزن والغضب والخوف .. أن فى حياتكم أيامًا من الفرح والرضا والأمان .
ازرعوا الورود على النوافذ وزينوا الموائد بها وضعوا الموسيقى فى كل مكان، البيوت العامرة بالورد والموسيقى أغلى من البيوت التى تمتلئ بالتحف الثمينة وأوانى الكريستال النادرة.
أعيدوا كلمة «شكرا» لبيوتنا، يقولها الكبير للصغير والصغير للكبير، ويتبادلها الأزواج لكى يعلنوا امتنانهم لشريك حياتهم.
الحياة صعبة .. وعلينا أن نجعل بيوتنا طيبة وبسيطة بالشكل الكافى لكى تحتوينا وتحمينا من عواصف الحياة.
أجمل البيوت أبسطها، يصنعها هؤلاء أصحاب القلوب التى تجد لذتها فى اللمة وفى الدفء وفى رائحة الطبيخ وفى بهجة العتبات وضَمة البيبان على ناسها آخر الليل . أرقى البيوت ما تمنح أصحابها الرضا والأمان.
لا تذهب بعيدا لكى تبحث عن السعادة .. إدخل بيتك واملأ كل زاوية فيه بهجة وحبا واجعله مخبأ سريا من هموم وصخب الحياة.