هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

الكرامة بين التربية والتعليم

أخبار اليوم

الجمعة، 29 أكتوبر 2021 - 07:10 م

تابعت عن قرب حكاية تلميذة فى المرحلة الابتدائية ترفض الذهاب لمدرستها بسبب معلم الفصل الذى دأب على السب والشتم بألفاظ خادشة للحياء، ولم يحاول أولياء أمورهن الشكوى من المعلم، خوفا من العواقب.


التلميذة الوحيدة التى كرهت المدرسة بسبب إهانات المعلم المستمرة هى التى دفعت والدتها للذهاب إلى المدرسة لتقديم شكوى، بعد أن سألت أمهات باقى التلميذات ووجدت نفس الشكوى لديهن، أما إدارة المدرسة فقد كان تبريرها أن تصرفات المعلم محاولة للسيطرة على «شقاوة» التلميذات، وأن شكوى والدة التلميذة وحدها لاتكفى، وعليها التقدم بشكوى جماعية.


الغريب أن حل المشكلة كان أبسط من ذلك كله، بتوجيه لفت نظر للمعلم، فما يفعله من تصرفات لاتليق به، والأدهى أن يتعودن على الإهانة وسب الأم والأب ونسيان معنى الكرامة والحق فى معاملة إنسانية لائقة، لأن التبرير الذى يسوقه بعض المنتمين لمهن التعليم هى التماس الأعذار بسبب نقص الكوادر المؤهلة وانخفاض التقدير المادى والمعنوى، وبالتالى لايلتفتون بجدية لأهمية تقديم نموذج وقدوة للأطفال فى التعامل داخل المدرسة، وهو فى رأيى أحد الأسباب الخفية للتسرب من التعليم الأساسى وكراهية الانتماء للمدرسة.


كنت كلما ذهبت إلى قريتى فى الشرقية أو زرت قرى عديدة فى محافظات مصر المختلفة بحكم العمل، أسأل عن مدى التزام الأسر بتعليم أطفالها،وكنت أتعجب من الجملة المعتادة التى يرددها الأب أو الأم لتبرير إهمالهم وتكاسلهم عن تعليم الأبناء «الولد مش غاوى علام»، وكأن التعليم مجرد لعبة يمكن نسيانها إذا لم تعجب الطفل، وهذا خلل آخر فى أساليب بعض الأسر فى التعامل مع تعليم أبنائها وبناتهم، يكشف عدم الإيمان بأهمية التعليم من الأساس، وينتج مزيدا من الجهل والأمية، ومع أخطاء المدرسة والمعلم والعملية التعليمية برمتها خاصة فيما نصفه بالتعليم المجانى، نكتشف أن لدينا أمية أكبر فى المتعلمين بالاسم فقط، وأن لدينا تدنياً فى القيم الأخلاقية والإنسانية نشكو منه جميعا، بينما الأساس الذى يصنع هذا ويقويه ويدعمه هو التعليم والتربية فى السنوات الأولى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة