أشرف غراب
أشرف غراب


خد بالك

البلد الطيب.. لا تسكنه الخبائث

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021 - 06:06 م

بقلم: أشرف غراب

للجمهورية الجديدة مبادئ قامت عليها، وضعتها خطوطًا حمراء لا يُمكن تجاوزها، بمثابة دستور شعبوى مُتفق عليه لمصر الحديثة، فحين اختار المصريون قائدهم السيسى رئيسًا، بعد معاناة دامت سنوات فى التخبُّط والانهيار والتفكُّك بين دهاليز الفساد، ومطامع السلطة والتوريث، وتقسيم الموارد وإباحة حُرمتها، عاهدوه وعاهدهم على طى صفحة الماضى، وإزاحة كل ما عكَّر ويُعكِّر ماء مصر النقية، ويستبيح أهلها، ومن اختطفوها وجعلوها عزبةً يتصرفون فيها تصرف الملاك فى أملاكهم، ويمنحونها إرثًا لأحفادهم، فاستجاب القائد على الفور، متخذًا قرارات الإصلاح، مُعلنًا الحرب على مَنْ يرفع السلاح فى وجه المصريين، واضعًا كل الذين أفسدوا فيها بين يدى القضاء؛ لنيل الجزاء عمَّا اقترفوا من جرائم. 

انطلق الرئيس يُعلن بدء نهوض الدولة، ومهَّد التربة جيدًا، وأهَّلها لأن تُصبح صالحةً للزراعة والسكن، مستقرةً، تبنى للمستقبل، لتُسلِّم الأجيال بعضها بعضًا بلدًا طيبًا آمنًا مُطمئنًا، يحيا بين الأمم، مذكورًا على منصاتها الإقليمية والدولية، يُسهم كغيره فى رُقى العالم وتحضُّره، ويتعاطى بين أرجائه فى القضايا التى تكون محل اهتمام المجتمع الدولى بأسره، يُبدى الرأى، ويضع الرؤى، ويُناقش من منطلق حضارة سبعة آلاف عام، لتُعيد مصر مجدها الذى كاد ينطفئ، دولةً تنتهج الإصلاح والتعمير، وتُواصل مسيرة الإبهار، كما كانت فى قديم الزمان متربعةً على عرش الشرق.
كان ضمن أجندة السيسى الإعمار، لا شىء غيره، وهو ما ظل وسيظل ما دام الرجل على رأس السلطة يحكم، فقد اعتبر نفسه مواطنًا عاديًا يعيش فيها، قبل أن يكون حاكمًا مسئولًا عنها، كل أمانيه تكمن فى أن يرى بلده عظيمة الشأن، عالية المقام، مرفوعة الراية، لا يعلوها أحدٌ، فشد رباطة الجأش، مُستعينًا بالله، مُمسكًا بأيدى شعبه، حارثًا الأرض، مُنبتًا بذور الخير، من مشروعات عُظمى تأخذ بأيدينا جميعًا لبر الأمان عقودًا، وقاد الزعيم حربًا شعواء، ضد المخربين والإرهابيين، واللصوص المجرمين.

ففى ولايته الأولى، استفتحها الرئيس بإخبار الجميع بأنه لا مكان لفاسدٍ مهما كان حجمه، وهو ما كان محل تقديرٍ من الشعب، وسرعان ما رأينا المبدأ يتحقَّق فعليًا بإسقاط أول وزيرٍ مرتشٍ عام ٢٠١٥، فى سابقةٍ لم تحدث من قبل، بأن تم إلقاء القبض على وزير الزراعة وقتها صلاح هلال بميدان التحرير، بعد مراقبةٍ استمرت أيامًا، كان يستخدم فيها سلطته وصلاحياته لتسهيل الاستيلاء على المال العام مقابل منافع شخصية له، ولم تعبأ القيادة السياسية حينها بأن يكون فى السلطة أو خارجها، عملاً بالمبدأ المُعلن من قبل، وتمت معاقبة الوزير بالسجن المشدد عشرة أعوامٍ عما اقترف من جُرمٍ فى حق الدولة والشعب.

توالى الإصلاح بشكلٍ سريع الخطى أبهر المراقبين والناظرين، وعلى الجهة المُقابلة، كانت هناك يدٌ طُولى تنال من رؤوس الفساد، تقتلعهم من أماكنهم، فرأينًا مسئولين كبارًا خلف السجون، كانت أجهزة الدولة تترصدهم، وتتبع جرائمهم، وتقتنصهم لحظة تنفيذ مخططاتهم التخريبية، فشاهد الجميع سقوط 5 مسئولين بوزارة الصحة، قيد المحاكمة الآن، ورئيس جامعة مُتلبسًا بطلب رشاوى، ومسئولين بالزراعة والإسكان وغيرها من الوزارات، حاليين فى مناصبهم، وسابقين ظنوا أنهم سيفلتون من عقابهم الذى توعدهم به الرئيس، للدرجة التى جعلته يُكرِّر فى كل مناسبةٍ يلتقى فيها المصريين "الكل سيحاسب"، مُعطيًا تعليماته للأجهزة الرقابية بالضرب بقوةٍ لتطهير مصر من اللصوص، سارقى قوت الشعب.
يقينًا هى مهمةٌ ثقيلة، وإرثٌ عتيق، تأبى الجبال حَمله، لكن رب البيت مجبولٌ على المسئولية، يُعافر لأجل أن تبقى أسرته، لذلك عرَّض نفسه للصعاب، فأعطى القدوة، وضرب المثل بأنه لا يُوجد مستحيلٌ لمن أراد أن يعيش آمنًا، وأننا إذا وضعنا أيدينا فى أيدى بعضٍ، سوف تتلاشى السلبيات وتفر الخبائث، وتتطهر الأرض فتنبت الإيجابيات، وكى ننثر بذور الطيب لتخرج أرضنا طيبًا يُشبع أهلها، ويُرضى ربها، لتعود أم الدنيا، كسابق عهدها، لكل الدنيا، تمنح الكوكب لا تتسوَّل منه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة