يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

بطل السنة الجديدة

أخبار اليوم

الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 06:22 م

لا توجد سنوات سيئة وسنوات جميلة، توجد أيام صعبة ومُرة وأيام سهلة وحلوة، الحياة هكذا..

تبكى وتصرخ فى وجهك أحيانًا وتضحك وترقص أحيانًا أخرى! هناك أيام نصنعها وهناك أيام تصنعنا، هناك أيام نمنحها الأمل والحب فتمنحنا الرضا والسعادة وهناك أيام تمنع عنا النور والقوة مهما قاومنا الحزن والخوف..

لا يوجد قانون واضح لكى تمسك خيوط أيامك وتجعلها تطير وتُحِّلق وتسبح فى عين الشمس المشرقة..

أؤمن أن الله خلق الأيام المُرة لكى يجعلنا نُقدّر روعة وقيمة الأيام الحلوة، اختبرنا بالأيام الصعبة لكى نتذوق رحيق الأيام الرائعة، مَررنا بالأيام القاتمة لكى نجتهد ونقاتل لإصلاح ما فسد وتسطع الأضواء من جديد فى أيامنا..

أؤمن أن الله رحيم جعل أيامنا الحُلوة أضعاف عدد أيامنا المُرة، ليس فقط لأن طعم المُر لا يُحتمل.. لأننا ضعفاء أكثر مما نتصور!

العام الذى يمضى والعام الذى يبدأ مجرد أيام، لا القديم مُر وسيئ وقاس كما نتصور ولا القادم حلو وحيد ورقيق كما نتخيل، كلها أمانى نُعلقها على الورقة الأخيرة لكى نمتلئ بطاقة نبدأ بها أيامًا جديدة..

كل الحكاية أننا لابد أن نترك للعام الذى يمضى رسالة على بابه نُذكره فيها بكل ندبة جرح وكل قرص دواء، كل خوف وحزن وكل أمان وابتسامة من القلب، نتذكر كيف سقطنا وكيف قُمنا ؟

كيف تألمنا وكيف قاومنا؟ كيف فشلنا وكيف نجحنا؟ ونكتب رسالة إلى العام الجديد لا لكى نستعطفه أن يكون جميلا ورقيقا وكريما معنا..

لكن لكى نؤكد له أننا أقوياء بما يكفى لكى نزرع فيه أحلاما سعيدة، وأننا نعرف أن الحياة صعبة لكن داخلنا مقاتل شجاع وفارس نبيل وعاشق ولهان وحكيم رزين وطفل برىء..

يمكن أن نحصد بها أيامًا أجمل وقصصا أرق وبدايات بسيطة ونهايات سعيدة! الأمانى المليئة بالخير والسعادة يحققها الأقوياء والبسطاء، هؤلاء الذين يرون فى الأشواك ورودا ملونة لها رائحة جميلة، ويجدون فى كل شىء بسيط فى الحياة نِعما من الله كبيرة وعظيمة.. الذين يشقون طريقا طويلا وسط جبال من الصخر..

بدأوا مفعمين بالطاقة والأمل ولولا أنهم كانوا يرون نهاية الطريق ما بدأوا أبدا ولا استمروا فى مشقة الرحلة. هؤلاء كان يمكن أن يتوقفوا فى منتصف الطريق عندما واجهتهم صخور صعبة ورياح عاصفة، لكنها النهاية السعيدة يا صديقى إذا تخيلتها ولم تفقدها سوف تجعلك تستمر وتُكمل وتبقى على شُعلة الأمل..

نحن نودع عاما بألم ونستقبل عاما بأمل، لكن وجودنا فى الحياة يجعلنا نعرف أن الرحلة ما زالت مستمرة وأننا أقوياء وأن الله معنا، الشاطر من يتعلم من أخطاء الماضى مهما كانت ثقيلة، مرورها دليل على أنك بطل وشجاع وصامد وأنك يمكن أن تصنع بدايات جديدة مهمة وملهمة..

وتذكر يا صديقى أن (نهاية المشاكل هى نهاية الحياة)، عندما تنتهى الأزمات المطلوب منك حلها والتغلب عليها والفوز بعدها..

لا يصبح للحياة معنى، ولا معنى للحياة بدونها، أبطال الحواديت هم من يخوضون المعركة بعد معركة، وليس الخاملون الذين يسيرون داخل حيطان الحياة. 


أنت بطل عام جديد. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة