زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

باللغة العربية الفصحى

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 17 ديسمبر 2021 - 08:07 م

على جنب يا أسطى. أبطأ السائق العجوز سيارته، وقال للراكب بالعربية الفصحى: لا تقل لى يا أسطى.. لا يوجد فى لغتنا الجميلة هذا المسمى! فنزل الراكب مستغربًا كلام الرجل، وأغلق الباب بابتسامة.

فسألته: هل أنت عاشق للغة العربية؟ فقال: نعم.. كنت مدرسا لها لأكثر من 38 عامًا، وأعشق التحدث بها حتى الآن، وهو ما يعرضنى للسخرية ممن حولى!
ولم أحاول تدريسها بعد المعاش مكتفيًا بالحسرة على ما أراه من تدنى مستوى أغلب دارسيها ومعلميها.  

تنهد ثم أشعل سيجارة وقرّب العُلبة باتجاهى وسألنى: هل ترغب فى واحدةٍ؟ فضحك الركاب مرة أخرى، وقابل سخريتهم بامتعاض شديد.
وقال إن أهم أسباب إهمال اللغة هو التركيز على تعليم النشء لغات أجنبية، وتحسّر الرجل على أخطاء لغوية فادحة ينطق بها مسئولون على الهواء دون محاولة منهم للاستعانة بمتخصص لضبط خطابهم نحويًا.

ورأى مع الاحتفال بإعلان الأمم المتحدة فى 18 ديسمبر عام 1973 أن اللغة العربية من اللغات الرسمية الست لها، أن الاحتفاء فى العالم العربى لا يكون بأكثر من منشور يطوف مواقع التواصل على استحياء.
وقال بحزن شديد: لا أرى أمل إحياء اللغة العربية فى جيل ذهب الانترنت بعقل أٌغلبه واكتفى بربع شعر رأسه، ومزَّق القيم بارتداء البنطلونات المقطعة، وأصبح مهووسًا بوباء أغانى المهرجانات!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة