زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

نماذج تُحتذى

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 14 يناير 2022 - 08:28 م

كان الرجل يتنهد بالأمل، كلما تأمل بيته القديم فى قريته، ويقول: حلمى أن أبنى مكانًا هنا لخدمة أهلنا.
حالت به ظروف العمل كمهندس دون البقاء وسط أهله بقرية أسمنت فى محافظة قنا فسكن بأحد أحياء المحافظة، وبعد سنوات..مات الرجل ولكن ظل العهد حيًا فى ذاكرة أولاده، خاصة بعد تفوقهم والتحاق اثنين منهم بكلية الطب.

وبجهود الأسرة الذاتية تمكن الأبناء من إنشاء مستوصف طبى مكان بيتهم القديم، به غرفة طوارئ يفتقدها أكثر 20 قرية مجاورة، وبه العديد من التخصصات الأخرى، ويستدعى فيه أطباء من تخصصات نادرة، وكل الخدمات الطبية تقدم بسعر رمزى.
قال د. عصام حسن أحد أبناء المتوفى والمتخصص فى طب النساء والولادة إنه وأخاه د. أحمد استشارى الجراحة العامة يشرفان بشكل مباشر على هذا العمل الخيرى، وبجهود الأسرة الذاتية.
وأكد أنهم لا يقبلون تبرعات، فى لفتة نادرة  تقفز على مطامع كثيرين من العاملين فى مهنة الطب، والتى شهدت تكلفة خدماتها ارتفاعًا غير مسبوق واستغلالا فجًا من البعض.

ترى لو كان فى كل قرى مصر هذا النموذج من عمل الخير.. هل كانت الإنسانية تمرض أو تئن المروءة من الألم؟
رحم الله الرجل، وبارك فى أبنائه وكل الذين يفعلون مثلهم، ويخففون عن الناس معاناتهم، وبفعلهم يؤكدون أن الخير باق فى نبت هذا الوطن حتى تقوم الساعة. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة