هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

التطوير المفترى عليه

أخبار اليوم

الجمعة، 04 فبراير 2022 - 07:27 م

فى الشارع الذى يعد محورا رئيسيا يربط بين منطقتى الدقى والعجوزة، فوجئ السكان ذات صباح بهدم جميع الأرصفة دون إنذار، وتراكم الأتربة الناتجة عن الهدم مع بلاط الأرصفة المنزوع على الجانبين، قبل أن يبدأ حفر الشارع بأيدى العمال وآلات الحفر، وسط تساؤلات قاطنى الشارع عما يحدث، لتأتى الإجابة مختصرة من أحد العمال «رصف وتطوير يا أفندي» !


استغرق الأمر عدة أسابيع وانقلب حال الشارع وتوقف المرور به فى ساعات الذروة وهرب الناس بسياراتهم إلى الشوارع الجانبية والخلفية التى نالها من الحب جانب، وبالطبع كثرت المشاحنات حول أماكن انتظار السيارات، وتعثر البعض فى محاولة السير على الأرصفة المكسورة، بينما لجأ البعض الآخر من الأصغر سنا،إلى تجربة القفز فوق مساحة آمنة هنا أو هناك عبر الشارع، وكلما قفز تساؤل عن وقت الانتهاء وإعادة الشارع لأصله تأتى الإجابة من أحد العمال «هانت إن شاء الله»، بينما حاول بعض السكان الاتصال بحى الدقى أو حى العجوزه لاستطلاع الأمر دون جدوى.


انتهى الأمر أخيراً وتم رصف الشارع رصفا متواضعا، وإصلاح بعض الأرصفة، التى لم تكن تحتاج لإصلاح أصلا، وظلت مخلفات عملية الاصلاح على جانبى الشارع، وفوق الأرصفة ومداخل جراجات السيارات، وظلت بالوعات الصرف الصحى مرتفعة فوق منسوب الشارع بعد رصفه، ولكن الجميع حمدوا الله لعودة الشارع للعمل مرة أخري.


لم تمض سوى أيام معدودة حتى ظهر عمال جدد يقومون بالحفر أسفل الرصيف، لتبدأ موجة أخرى من تعبئة مخلفات الحفر فوق الأرصفة، والتى تتطاير مع شدة الريح والأمطار لتتحول إلى مطبات ومرتفعات تفسد الطريق والرصيف معا، وبالطبع لا يحصل أحد على إجابات عن أى سؤال، ولا توجد لافته توضح ماهية مشروع التطوير ولا اسم الشركة أو المقاول الذى ينفذه، وفى هذه الظروف لا يمكن لأى مواطن أن يسأل: من ينفذ المشروع؟ ومن يشرف على تنفيذه؟ ومتى ينتهى التنفيذ؟ ومتى يتم رفع نواتج العمل من الأتربة والمخلفات؟ لأنها تبقى أسئلة بلا إجابات، ويبقى مفهوم التطوير نفسه مفترى عليه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة