صفاء نوار
صفاء نوار


أخرجناه من الشباك فدخل من الباب!

صفاء نوار

الأربعاء، 09 فبراير 2022 - 06:09 م

انشغلنا عنها وتحولت بوصلة البرامج وتنويهات التوعية إلى قضايا تافهة وتركناها قنابل تنفجر فى وجوهنا كل يوم، فتوحشت وتحولت من خط الحماية والدفاع الأول لكل إنسان ضد كورونا إلى خطر داهم فى الشوارع وعلى الأرصفة وتتطاير فى وجوهنا على الطرق من كل أنواع السيارات، بعد أن انشغل الإعلام والفضائيات بقضايا جوهرية أخطر مثل ملابس منى ومهرجانات الأغانى ورد محمد صبحى على تصريحات وزير الترفيه!

أتحدث عن أقنعة الوجه أو الكمامات بمختلف الأشكال والموديلات والخامات، للوقاية ومنع انتشار وباء كورونا والحقن والقفازات والملابس الواقية وغيرها التى كان التخلص منها بطريقة آمنة يعنى حياة أو موت فصارت التحذير منها فريضة غائبة عن كل من يستخدمها وتلقى فى وجوهنا من شبابيك السيارات مع أعقاب السجائر وعلب الكانز والمناديل .. ومهما قيل عن خطورتها والاحترازات الشديدة فى التخلص منها سواء دسها مستخدموها فى أكياس بالشارع أو استقرت فى القمامة تتناثر مرة أخرى حول الصناديق بسبب غياب ضمير النباشين، حيث يفرغون محتويات يأخذون مايبحثون عنه ويتركون الأكياس وباقى المخلفات حول الصناديق!

اندهشت من هول الكارثة من آخر تقرير عن الوباء أصدرته منظمة الصحة العالمية وأن المعدات الطبية المستخدمة مثل الإبر والأقنعة تشكل خطورة داهمة، ودعت الشركات المنتجة إلى استخدام الخامات القابلة للتحلل البيولوجي، فضلا عن التعبئة والتغليف الذى يحافظ على البيئة. كما نبهت عن «حاجة ماسة» لأفضل طريقة للتخلص من النفايات على مستوى العالم وأكدت المنظمة أن معظم المواد الطبية، البالغ عددها 1.5 مليار طن يوميا ، بينها 3.4 مليار قناع للاستخدام الشخصى خلال العام الماضى فقط فى شتى أرجاء العالم والتى وزعتها الأمم المتحدة فى الأشهر الأولى من الوباء، انتهى بها المطاف بكل ما تحمله من مخاطر على الأصحاء والمرضى فى صناديق القمامة بالشوارع ومنها إلى مناطق التجميع لتبقى على مدى الدهر قنابل موقوتة تشكل ضررا خطيرا على الصحة العامة. وبدون الإجراءات الحاسمة والرادعة لمواجهة النفايات كأننا طردنا الوباء من الشباك وفتحنا للمرض والجائحة أوسع الأبواب !


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة