ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

المقامر

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 06 مايو 2022 - 05:37 م

تنفيذاً لقرار أٌعلنته منذ شهر، أغلقت تركيا مجالها الجوى أمام الطائرات الروسية المدنية والعسكرية المتجهة لسوريا الأسبوع الماضى وذلك بعد ما قيل حول استخدام موسكو لقاعدة حميميم الجوية الروسية شمال سوريا فى معاركها جنوب شرق أوكرانيا. 


القرار يتسق مع سياسة الرئيس التركى اردوغان فى اللعب على كل الحبال وتوظيف الأزمات الدولية لخدمة أهدافه. فأنقرة، التى لطالما احتفظت بعلاقات جيدة مع روسيا رغم انها عضو فى الناتو، استغلت حاجة امريكا لحلفاء إقليميين فى حربها بالوكالة فى أوكرانيا لتعقد معها صفقة لتضييق الخناق على موسكو، تضمنت توسيع التعاون الاقتصادى وتلبية الاحتياجات الدفاعية لتركيا خاصة من أنظمة F-35 وباتريوت وثاد. وفى نفس الوقت تٌبقى أنقرة كروت أخرى للمساومة مع روسيا فى جعبتها، من بينها امتناعها عن حظر مرور السفن العسكرية الروسية عبر مضيقى البوسفور والدردنيل. كذلك تحاول لعب دور الوسيط فى الحرب الروسية - الأوكرانية. 


رغم ذلك يظل هذا القرار بمثابة اعلان عن انحياز انقرة للمعسكر الذى تقوده امريكا فى مواجهة تحالف يضم قوتين عظمتين هما الصين وروسيا، وعضو ثالث نووى هو الهند، ورابع فى الطريق هو إيران، وهم معاً يشكلون أكثر من نصف سكان العالم. وبهذا الانحياز يقامر اردوغان بالقاء الحليف الروسى فى أحضان منافسه الإقليمى ايران التى بادرت لعرض استخدام الطائرات الروسية لمجالها الجوى للوصول لقواعدها فى شمال سوريا.

كما انه يضع التطلعات التركية بتوسيع التعاون التجارى مع روسيا إلى 100 مليار دولار سنويًا، والحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخى S-400، على المحك. والأخطر من ذلك ان روسيا قد ترد من خلال توسيع علاقاتها مع حزب العمال الكردستانى الانفصالى «PKK» ودعم عملياته فى تركيا.


مغامرة أردوغان المحفوفة بالمخاطر قد تأتى بنتائج عكسية فى وقت حرج مع اقتراب انتخابات رئاسية وتشريعية قد تنهى عهد أردوغان «المقامر».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة