الأربعاء، 18 مايو 2022 - 05:08 م

لا حديث للناس الآن إلا عن الارتفاع والزيادات المتوقعة فى الأسعار. ثقافة الخوف من المستقبل وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أصبحت هى الشغل الشاغل للمواطنين ولكن للأسف دون اتخاذ أى مواقف إيجابية تساهم فى الحد من آثار أزمة عالمية تؤكد كل الأحداث أنها سوف تستمر لفترة طويلة.

البعض يعتقد أن الأزمة قد تنتهى بمجرد وقف الحرب وهو اعتقاد خاطئ لأن تداعيات وآثار هذه الحرب وما أفرزته من نتائج تؤكد أنها سوف تستمر لعدة سنوات قادمة تكفى لإصلاح الخلل الاستراتيجى الذى حدث فى علاقات روسيا مع العالم وخاصة جيرانها وتبدد المخاوف المتزايدة لدى العديد من الدول المجاورة من إمكانية الاعتداء عليها.

كشفت الأحداث عن ضرورة وجود سياسات جديدة لخريطة وأسعار الطاقة، بالإضافة إلى المواد الغذائية والمخاوف من حدوث مجاعة فى بعض الدول الفقيرة، وعلى حين تتصاعد أو تنخفض المخاوف من إمكانية قيام حرب عالمية فإن الخبراء يؤكدون أن إعادة البناء فى أوكرانيا ولجوء بعض الدول المجاورة لروسيا لبناء ترسانات عسكرية سوف يعصف بكل الثوابت الاقتصادية وربما يؤدى لانهيار عرش الدولار الأمريكى والذى ترتبط به معظم الأدوات المالية فى بلدان العالم.

ولأن مصر ليست بعيدة عن الأحداث جاءت تحركات الحكومة الأخيرة متسارعة لاحتواء أى تداعيات قد تلحق الضرر بوتيرة الإصلاح الاقتصادى.
 لكن يظل سلوك المواطنين وتعاملهم مع الموقف أساسا لأى إصلاح أو محاولة للفكاك من مخاطر الأزمة الاقتصادية العالمية التى تعصف بكل دول العالم.

ففى الوقت الذى تسجل فيه أسعار المواد الغذائية ارتفاعا حادا فى الأسعار تسعى الدولة جاهدة لتوفير احتياجات آمنة من كل المواد الغذائية وخاصة القمح والزيوت ومن الضرورى أن يواكب ذلك ترشيد الاستهلاك وقيام جمعيات المستثمرين ورجال الأعمال بدور أنشط لكبح جماح الغلاء.

أيضا من الضرورى رسم استراتيجية جديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من معظم السلع.

محنة الغلاء لابد أن يواكبها منحة الاستفادة من دروس الأزمة.