هبة عمر
هبة عمر


عنصريون بالفطرة

أخبار اليوم

الجمعة، 17 يونيو 2022 - 08:20 م

بقلم: هبة عمر

عايشت عن قرب حكاية لاعبة رياضية مصرية موهوبة حققت نجاحات مهمة فى لعبتها، فى النادى الرياضى الكبير الذى تنتمى إليه وفى كل مباراة دولية خاضتها، واكتشفت من تفاصيل الحكاية حجم العوار فى أسلوب إدارة النشاط الرياضى فى مصر، وتحكم العلاقات الشخصية وسوء التقدير فى التعامل مع اللاعبين واللاعبات فى اللعبات المختلفة، والتفرقة فى التعامل بينهم على أساس النوع، سواء فى قيمة العقود أو التفاوض قبل توقيعها، بغض النظر عن أى إنجازات أو بطولات تم تحقيقها، إذ يتمتع اللاعب بكل حقوقه ويملى شروطه حتى لو أخفق فريقه فى تحقيق بطولة، بينما يعمد المسئول للضغط على اللاعبة بكل السبل لإلغاء حقها فى التقدير المعنوى والمادى مهما بلغ حجم نشاطها ونجاحها وإنجازها فى اللعبة محليا ودوليا، وإذا فشل فى الوصول إلى توقيعها على عقد للموسم الرياضى الجديد تصبح الورقة الأخيرة هى إثارة الجماهير ضدها لتبدأ حملات السب والقذف التى تكشف أسوأ أنواع العنصرية المبتلى بها بعض مسئولى وأغلب جماهير الرياضة المصرية، فهم عنصريون بالفطرة، متعصبون بحكم العادة والنشأة والثقافة،سواء لناد رياضى أو للعبة دون أخرى أو لاعب دون آخر، والمؤسف أن هذا الضغط المستمر يدفع فى النهاية إلى هجرة الكفاءات وأصحاب البطولات، فهل هذا هو مايسعى إليه إسلوب الإدارة الرياضية فى بلادنا؟

حقيقة ما يحدث فى الرياضة المصرية من سوء النتائج رغم مئات الملايين التى يتم إنفاقها سنويا تكشف أنه لا أحد يحاسب أحداً، رغم تقدم أحد نواب البرلمان بطلب إحاطة حول إهدار اتحاد كرة القدم نحو ٦٠٠ مليون جنيه، ورغم وجود لجنة خاصة شكلها وزير الشباب والرياضة لبحث شكاوى الفساد وعدم الشفافية فى أعمال اتحاد الكرة، وهو المسئول الأول عن أهم لعبة رياضية لدى المصريين، يبقى حال الرياضة فى مصر لا يسر عدوا أو حبيبا، رغم كل ما تملكه من ثروات بشرية هائلة فى لاعباتها ولاعبيها ومدربيها، ولو كنا نريد تغيير هذه الحقيقة المحزنة يجب أن نبدأ أولا بمراجعة أساليب إدارة الرياضة المصرية لتطهيرها من الفساد والعنصرية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة