زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

مُعذّب.. والتهمة: مُهذّب!

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 24 يونيو 2022 - 08:57 م

لم أعهد صديقى حزينًا كما رأيته هذه المرة، وقبل أن أعرف السبب سألني: هل أخطأنا حين علمنا أبناءنا أن يكونوا مهذبين طول الوقت؟

اعتدل فى جلسته ثم تنهد وقال بحزن: ابنى تلميذ بالمرحلة الابتدائية بمدرسة جديدة بأحد الأحياء الشعبية فى القاهرة، وأثناء الدراسة عانى تنمر زملائه وبعض الأطفال فى شارع سكننا الجديد، وتطور الأمر لسبّه بأبشع الألفاظ، وهو لم يعتد على ذلك، حتى أنه من حيائه كان يبكي، ويرفض تكرار جُمل السباب أثناء حكيه لي!    

فى البداية ظننتُ الأمر طبيعيًا نتيجة عدم التآلف بينهم، ولكن باتت شكواه تتكرر بشكل مؤلم، ولا أنكر محاولات إدارة المدرسة لحل المشكلة ولكنها كانت دون جدوي!

ومع تكرار شكواه؛ نصحته بأن يضرب من يضربه، ويسب من يسُبه! فاستغرب من كلامي.. إذ كيف أوصيه بذلك وأنا الذى لم أدرب أبنائى إلا على الطيب من القول؟


وبعد شهور تطبّع ابنى على ألفاظ زملائه فى المدرسة والشارع - وهو ما آلمنى جدا -  ولكن انتهت مشاكله وشكواه من الاضطهاد، بل أصبحت أستقبل شكاوى ممن يشتبك معهم! والآن أنا فى حيرة من أمري..فهل أخطأت بتوجيهه لهذا التصرف؟ أم عليّ أن أعيده ذلك الولد المهذب رغم ما يصادفه من تنمر وسفالة؟


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة