ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

عصافير واشنطن

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 15 يوليه 2022 - 05:57 م

فكرة انشاء تحالف عسكرى فى المنطقة هوس تملك الإدارات الامريكية المتعاقبة منذ عهد الرئيس أوباما الذى جمع قادة دول الخليج فى كامب ديفيد واتفق معهم على خلق جبهة موحدة لمواجهة التحديات المشتركة.

هذه الفكرة تحولت فى عهد خليفته ترامب لمشروع يحمل اسم «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجى» (MESA)، وكان يضم دول الخليج ومصر والأردن، وعٌرف وقتها إعلاميا «بالناتو العربى».

واليوم يزور الرئيس بايدن السعودية وفى جعبته نسخة أوسع نطاقاً لمشروع «ناتو شرق أوسطى» يضم اسرائيل مع دول عربية، وذلك وفقاً للبيان الصادر من البيت الأبيض. 

هذا المشروع، الذى تسعى خلفه واشنطن بدأب، يهدف لضرب عدة عصافير بحجر واحد. اولاً خلق «بديل أمنى» يتولى عنها مهمة «شرطى المنطقة» وذلك تنفيذاً لخطة انسحابها من الشرق الأوسط والتى بدأتها بالفعل بالخروج من العراق وأفغانستان.

ثانياً، مواجهة التمدد الإيرانى من خلال قوة ردع إقليمية متعددة الأطراف امريكا ليست واحداً منها.ثالثاً، إدماج إسرائيل فى وسطها العربى وإيجاد صيغة رسمية لنقلها من خانة العدو إلى الشريك، بل وتجنيد القوة العربية لمساعدتها فى مواجهة أكبر اعدائها فى المنطقة.. ايران!.

حتى اليوم مٌنيت المحاولات الامريكية المتكررة لإنشاء هذا التحالف بالفشل وذلك لغياب التوافق العربى حوله وتباين المواقف العربية تجاه إيران؛ لكن هذه المرة فرص نجاحها تكاد تكون معدومة مع محاولة اقحام إسرائيل التى يعقد وجودها المسألة ويضرب القضية الفلسطينية فى مقتل. فإلى أى طرف سينحاز أطراف هذا التحالف المزعوم فى حال دخلت إسرائيل حرباً مع الفلسطينيين او فى لبنان او سوريا ؟! وما هى المصلحة التى ستعود على العرب من وضعهم فى مواجهة مع ايران تزيد الإقليم توتراً واشتعالاً.

لاشك ان فكرة انشاء تكتل عسكرى عربى على غرار «الناتو» الأوروبى فكرة براقة وسبق وطرحتها مصر فى الجامعة العربية عام 2015، لكن نجاحها مرهون برؤية عربية شاملة وموحدة للتهديدات والمخاطر المشتركة وتكامل عربى سياسى واقتصادى قوامه فقط المصلحة العربية الخالصة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة