مديحة عزب
مديحة عزب


مديحة عزب تكتب: الخرافات التراثية.. هل صارت «حارة سد»

الأخبار

الثلاثاء، 02 أغسطس 2022 - 05:54 م

بقلم: مديحة عزب

إذا كنا جادين بالفعل فى استعادة الوعى الوطنى فى مصر بشكل عام فإن استعادة الوعى الدينى بشكل خاص هو المحطة الأولى فى سبيل الوصول للهدف.. وإلا كيف نطلب من أبنائنا الإنتباه لما يحاك ويدبر لنا فى السر والعلانية والصمود والمواجهة ومجابهة الفكر بالفكر وهو غارق لأذنيه فى بحر من الألغام والأحاديث المفخخة الموجودة منذ مئات السنين ترتع فى كتب التراث فى أمان تام دون أن تمتد لها يد شجاعة جسورة بالحذف بعيدا خارج الكتب، والحكاية أن حديثا جانبيا مع جارة فى سن بناتى قادنى إلى حقيقة مؤلمة وهى أن الأجيال الجديدة فى مأساة حقيقية..

فبالرغم من أن هذه الأجيال متعلمة تعليما عاليا إلا أنها دينيا استقت تقريبا كل ثقافتها من كتب الصحاح وتكاد لا تعلم شيئا عن أحكام القرآن، وتطرق الحديث مع جارتى الشابة عن قيام الساعة وأشراطها التى جاءت فى القرآن مثل دابة الأرض التى ستكلم الناس ونزول سيدنا عيسى وخروج يأجوج ومأجوج بادرتنى قائلة حضرتك نسيتى المسيخ الدجال يا طنط، قلت لها مسيخ إيه وأبو رجل مسلوخة إيه، قالت لى ازاى يا طنط ده جه فى البخارى.. قلت لها لكن ماجاش فى القرآن ولا جاتش أى إشارة عنه خالص.. قالت لى ده المسيخ ده عينه عورة وضخم جدا ومخيف وحييجى آخر الزمان وحيقدر يحيى ويميت وينزل المطر ويجفف البحار ويمنح ويمنع، قلت لها يعنى معاه سلطة ربنا قالت لى آه قلت لها فين ده بقى فى القرآن.. ازاى أمر خطير زى ده ماتجيش ولا إشارة واحدة عنه فى القرآن، قالت لى يمكن فيه إشارة خفية قلت لها لا خفية ولا علنية، ده ربنا سبحانه وتعالى لما اتكلم فى موضوع القرض من شخص لشخص فى نهايات سورة البقرة اتكلم بكل التفاصيل ده على سبيل المثال يبقى لو فيه مسيخ كان قال، قالت لى بس البخارى يا طنط قال القصة دى ومشايخنا قالوا لنا إن البخارى أصح الكتب بعد كتاب الله قلت لها ما هى المصيبة الكبرى أنهم لسه بيقولوا الكلام ده بعدما تبين للجميع مدى التخريف الذى تضمه جنبات هذه الكتب ومدى التناقض مع آيات الله المحكمات والذى يسطع أمام كل الأعين سطوع الشمس..

هم يريدون منا أن نتخلى عن عقولنا طواعية ونربط حبالا فى رقابنا يمسكونها بأيديهم ليوجهونا بها يمينا وشمالا دون أن نجرؤ على ذكر التناقضات المفضوحة بين النص القرآنى المقدس وبين ما كتبته أيدى البشر.. لقد رأيت على إحدى الفضائيات العربية فيديو لشيخ أزهرى يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفقأ أعين الأسرى بالمسامير حسبما رواه صحيح البخارى وبالتالى عزيزى القارئ لا ضير على أى مسلم أن يفعل مثل ما فعله الرسول هذا على أساس إن كل ما ذكره البخارى هو صحيح غصب عن اللى خلفونا وأيضا على أساس أن الأزهر الشريف هو المرجعية الدينية لملايين المسلمين ليس فى مصر وحدها وإنما فى جميع أنحاء العالم.. وأنا من هنا أقول له قطع لسانك، خسئت وخسأ كل من قال هذا ونسبه افتراء على نبى الرحمة.. النبى الذى كان يحض على التسامح والتراحم وقبول الآخر.. ولكن للأسف فمشايخنا على اختلاف المجامع الفقهية التى ينتسبون إليها عندما يتحدثون يضعون النص القرآنى فى ذيل اهتماماتهم ويستشهدون عادة بمرويات السند فى البدء وفى الختام، فهل بعد ذلك من جحود.. لماذا نصر على أحاديث خبيثة فى كتب التراث تخصم الكثير من الرصيد الإسلامى وتلوث الدين بالدم الحرام..     
ما قل ودل:
مش لازم كل ما تحصل لك حاجة تقول إنك محسود، يمكن فيه حد بيحسبن عليك..


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة