ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

وإنّا لفراقك لمحزونون

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 26 أغسطس 2022 - 06:35 م

لا أدرى لماذا؟ ولكنى لم اتخيل يوما ان الاستاذ محمد عمر سيرحل او أننى سأقوم بنعيه على صفحات الجريدة التى انفق فيها عمره وظل مداوماً فيها حتى اخر يوم عمل. 

ورغم انه ليس كائناً خارقاً للطبيعة ولكن بشر يخضع لقوانين البشرية الاّ اننى كنت دائماً اظن ان يومى سيحّل وأغادر الجريدة ويأتى غيرى، شأنى شأن عشرات الوجوه التى تجىء وتذهب، لكن استاذ محمد عمر سيظل باقياً لأن هذا هو الوضع الطبيعى.. فهو احد ثوابت أخبار اليوم.. تتبدل وجوه.. وتتغير ادارات وهو موجود متألقاً ومتميزا..

ساخراً ومفكراً كما عهدته منذ ان انتقلت الى أخبار اليوم.

بالنسبة لى أ/ محمد عمر الذى تبادلت معه اخر حوار الجمعة الماضية هو نفسه الذى رأيته فى أول عهدى بالجريدة لم يتغير فيه شىء لم تفقد رأسه شعره، لم يخسر جسده او يزيد أونصة، لم تتغير ملامحه او تتبدل طباعه، وكأن الزمن قد توقف عنده وقرر الانحناء امامه والمرور عليه دون ان يلفحه ببصماته. 

أحبه الزمن، وأحبه كل من حوله بمختلف طبقاتهم، فقد كان لديه قدرة فائقة على اختراق القلوب وكسب الأصدقاء، ومهما اختلفت معه لايسعك الّا ان تحبه وتحترمه وتقدّر عطاءه الذى لا ينقطع ودأبه فى العمل الذى يجعل الشباب فى نصف عمره يحمرون خجلاً. انه الاستاذ الذى ظل دائماً متفوقاً على كل تلامذته، و«الحاضر» دائماً دون غياب، ان لم يكن بجسده فبروحه وذكرياته. 

أما انا فحتى كتابة هذه السطور، لازلت لا اتخيل اننى سأمر غداً بصالة التحرير والتفت يساراً لألقى عليه تحية الصباح كما اعتدت ان افعل.. لأجد الكرسى الذى اعتاد ان يشغله شاغراً او يملأه غيره.. وان كنت على يقين ان احداً لايمكنه ان يملأ مكانه او مكانته. 
وداعاً استاذنا الكبير.. 

«وإنّا والله لفراقك لمحزونون»
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة