سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

دانات أوكرانيا ترج الكون

سليمان قناوي

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2022 - 06:26 م

كل دانة تسقط على اوكرانيا ترتج باهتزازاتها كل بيوت الكون، سواء كان البيت فى دولة غنية كبريطانيا او فقيرة كالصومال. حدثتنى زميلة مقيمة بلندن انها كانت تدفع فى فبراير2021، 38 بنساً لكل ثيرم (وحدة استهلاك الغاز)، واصبحت تدفع فى اغسطس الماضى 537 بنساً (5جنيهات و37بنساً) أى زاد السعر 15 ضعفاً.

كما أن الحكومة الالمانية طالبت مواطنيها بتقليل عدد مرات الاستحمام توفيرا للغاز، مما دعا مواطنة لاحراج اولف شولتز مستشار المانيا بسؤاله: كم مرة تستحم؟، أجاب: كل يوم. هذا الوضع لا يقتصر فقط على بريطانيا والمانيا، بل فى عموم القارة الاوروبية.

المفوضية الأوروبية طالبت دولها بخفض استهلاك الغاز بنسبة 15%، بعد قيام روسيا بوقف امدادات الغاز لاوروبا عبر خط «نورد ستريم 1» مما يهدد القارة بشتاء مروع. ولم يكن وضع الكهرباء بافضل.

فاعلنت نفس المفوضية إن أسعار الكهرباء للمنازل ارتفعت بنسبة 44% مايو الماضى، مقارنة بمايو 2021، كما سجلت زيادة فى كل من: هولندا بنسبة 167%، والنمسا 122%، وإيطاليا 118%. وهكذا تعود اوروبا لرومانسية اضطرارية باللجوء للشموع، لكن يبدو انها ستكون الشموع السوداء.

 اذا كان هذا هو الحال فى الدول الاعلى دخلا فماذا سيكون الحال فى الصومال مثلا. صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت ان الوضع هناك كارثى حيث تتكدس مخيمات المصابين بسوء التغذية بالناس، بينما تنتظر العائلات خروج أى طفل مُحتجز بالمخيم لإدخال آخر، فيما تعود الأمهات لمنازلهن خاليات الوفاض لخلو أسواق المواد الغذائية من اى سلع مع تضاعف أسعار هذه المواد إن وجدت.

برنامج الغذاء العالمى أكد ان 345 مليون نسمة لا يتوفر لهم الامن الغذائى ويعيش 50 مليوناً على حافة الجوع.

الان هل من حكيم لهذا العالم يوقف سباق امريكا وروسيا لتركيع كل منهما للاخر فاذا بهما يركعان الكون كله. بل يركعان شعوبهما بمعاناة المواطنين الامريكيين بجيوبهم الخاوية بتعبير جيمى ديمون الرئيس التنفيذى لمصرف «جيه بى مورجان تشيس» بأن هناك «عاصفة تلوح فى افق الاقتصاد الأميركى واذا كانت أركان الاقتصاد لا تزال قوية الا اننى غير متأكد من أنه لا يزال فى جيوب المستهلكين ما يمكن إنفاقه».

ومعاناة روسيا بمواكب الجنازات لقتلاها وجرحاها التى يقدرها نائب وزير الدفاع الامريكى بما يتراوح بين 70 الى 80 الف قتيل وجريح. انها حرب الاغبياء.

الحمد لله ان مصر لا تركع إلا لله.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة