أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

تمهل

أحمد عباس

الأحد، 18 ديسمبر 2022 - 07:44 م

تعال.. امسك القلم وتقدم ضع نفسك فى موقعي، أرنى ماذا تكتب، تمهل.. المسألة تستحق تدبرا وتعقلا، اهدأ وفكر برشد أنت تكلم الناس الآن، تقول ما يجب عليك قوله دون أن تثير غضب أحدهم أو تصنع جلبة.


الآن.. سأتركك تشاور عقلك قدرما تحتاج. اعثر على فكرتك وأوجد لها طريقة للعرض ثم اشرحها جيدا بلا تعقيد فلا دورك ان تكون محللا ولا خبيرا، انت مجرد انسان بقدرات فرد واحد فقط، لن تحرر العالم ولن تكشف الأسرار ولا ستفتح المدن، لن تضيء النور أو تشعل النار أو تغير الأسعار، لا تشق على ذاتك وتذكر.. أنت بقدرات فرد واحد فتمهل.


الضوضاء تُسمع أكثر هذه حقيقة لأنها أقوى لكنها ضوضاء فلا تصنع صخبًا يا عزيزى وتمهل، القلم مغرِ صحيح لكن للأغبياء فلا تكن منهم، لا تحبس الكلمة ولا تطلقها ولا تضعها فى المنتصف، المنتصف منطقة شائكة تقلق العابرين والمارة وقطاع الطرق، تزعج المغتربين والمحليين والنظاميين وأرباب السوابق، تخيف الحكماء والمحتالين وآكلى الكلام ولحوم البشر على حد سواء، ولا تخف المسألة بسيطة جدا، الآن أكتب ماشئت وتمهل.


كأن لدينا ثلاث تفاحات أو قل برتقالات أرخص، واحدة منهم فاسدة ولا أحد يعرف، قسمهم على ثلاثة أفراد دون أن تخدع أحدهم أو تشق احداهن الى نصفين، الأنصاف لا تكتمل أبدا ولا تصنع آحادا تبقى على حالتها نصفا مهما تغير حجمها، كذلك الكتابة بالضبط فاما تكتب أو تصمت للأبد.


ماذا.. مستحيلة!، اطلاقًا لا شيء فيها على الاطلاق وأين الصعوبة انت فقط لم تستوعب المعنى، أنا قلت: قسمها فقط وسكت ولم أقل بالعدل، اذن فكر مجددا.. وتمهل.
على أية حال لا تندفع ولا تتحدث همسا فكلاهما يثير هلع الراقدين، لا تسخر ولا تكن جادا أكثر من المحتمل فالأولى عواقبها مخيفة والثانية حسابها فادح، كُف عن الفهم فورا وكن غبيًا متى استطعت اليه سبيلا، فالأوغاد فقط هم من يمثلون الحكمة ويجلبون لنفسهم سوء الظنون وأنت أنحف من احتمال البرد، لا تشاغب مع من تجهل قدرته أو تعرفها فتبدو أخرق أحمق، ولا تهادن أمام الباطشين فتكون بالقطع جبانا، الكتابة هى معيار بين هذا وذاك.. تمهل.


استبعد النظريات والعلم كله لا طائل لنا به، الحياة وجهات نظر بحتة والمسائل تتبدل متى آن لها، عدو الأمس لن يبقى عدوا الى الأبد وصديق اليوم ربما يتغير وكل الأشياء يجوز فيها الاحلال والتجديد ولا مسلمات حتى أنت ذاتك، أنت لا تملك سوى لحظتك التى تكتب فيها فقط أما الثانية التالية فصدقنى الله أعلم بها، ولا شيء عليك سوى أن تتمهل.
أما كيف تكلم الناس فى هذه اللحظة، كيف تقنعهم أصلا بالقراءة بينما هم شاردون كل يفكر فيما يعنيه، فهذه قضية أراها تستأهل الكتابة عنها فالناس لاينقصها مواعظ ولا حكم ولا تعوزهم نصيحة، وأما الكتابة فخليط خطير بين كل هذا، وأما أنا فأعرف خطر الكتابة ولا أحتمله.. اكتب انت ان اردت وتمهل.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة