أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

عزيزى العالم

أحمد عباس

الأحد، 01 يناير 2023 - 07:52 م

عزيزى العالم تحية طيبة وبعد..
يُرجى العلم بأنك قتلت بما فيه الكفاية، وجوعت بما يكفي، وشردت وآلمت قلوبًا لم تعد تصلح للبقاء.
عزيزى العالم صباح الخير..


أصبحنا على عام جديد تلقينا فيه تهانى السنة الجديدة كما نفعل وفعل آباؤنا منذ بدء التقويم وكذلك سيفعل كل القادمين من خلفنا والآتين إليك بأحلام خضراء يتمنون تحقيقها فأرجوك كُف عن خذلانهم كما خذلت جدودهم آلاف المرات، فالأطفال قلوبهم حبلى بالأمنيات والأغنيات والأماني.
وبالاشارة إلى ما فعلت - وأنت تعرفه جيدًا- العام الماضى منذ بدايته، أرجوك توقف عن العبث بعقول الناس كُف عن تزيين الحرب فالعيون مرهقة من الدموع، ألا تعجبك طوابير النازحين والمهاجرين ومراكب الهجرة، ألا ترضيك حرائق حقول القمح والذرة وأقوات البشر، ألا تكسرك نظرات الهلع والترقب فى الوشوش، هلا تكتفى أرجوك!


عزيزى العالم.. لست أخاطب فيك عاقلًا ولا مستمعًا فأنت تعج بالأفاكين والمجاذيب والمنتفعين وتجار الدمار، لكن لايزال لى أمل فى غدٍ يفاجئنا ليس بهدايا سانتا كلوز ولكن بأبسط حقوق الخلق.. الحياة.


وفيما حدث منك ويتكرر منذ أعوام، ألا تختش وتكون صادقًا مرة!، فماذا إذا أنصفت الناس وراضيتهم، لماذا هذا الدلال الطويل الذى يفقدون معه الأمل فيرحلون وهم لايعرفون لم جاءوا!، لا أقول إنك مسئول عما يجرى هنا أو هناك ولا أعفيك من مسئولية، لكن الناس تعبة وتستاهل الراحة.
لست أنتظر منك وعودًا ببساتين بنفسجية من زهور اللافندر ولا أصدق وعودك ولا ولائم تنزل من السماء ولا فقاقيع ملونة تهبط فتزين الأفق وتفجر ضحكات الأطفال خلفها، لكنى لم أزل أحلم بفرش وغذاء دافئ لهم، لست أتحمل كسرة نفس أب أمام ولده ولا عجز أم فى عيون طفلتها ولا قهر رجل ولا نحيب امرأة، يا أيها العالم راضى الناس مرة ولتكن هى الوحيدة وأعدك ألا أطلبها مجددًا. عزيزى العالم.. كُف عن التلون والكذب أرجوك قلوبنا أكثر هشاشة من تحمل عواقبه لم نعد نقدر على الصبر أو حتى ادعاءه.
أفهم أننا طرف أصيل فى كل ما أستجديه منك لكنى إنسان وحيد بقدرة محدودة جدًا لا أملك سوى التمنى فقط وأنت العالم كله ولك ماليس لى من قدرة، تعرف.. لست أملك الحديث لشخص، ولا أجسر على رجاء بشر ولايمكن أن يسمعنى أحد، ومستحيل أن يفهمنى إنسان ذلك إذا اهتم أصلًا، أكتب إليك وأنا محمل بطلبات آه لو رأيتها، والله ستبكى من براءتها وجرأتها، بعضها أصغر وأبسط من سردها لكنها وللعجب تبقى فى أدراج مغلقة مكتوب عليها «أحلام مؤجلة».
عزيزى العالم المهووس بالقتل والذبح والكذب وتزيين الأماني، لسنا نملك هنا عصا سحرية لإرضاء النفوس، ولا نستطيع استعادة الذين رحلوا، ولا تكفينا الوعود، ولا نكف عن الحلم، ولا نخشى الخذلان منك تعودناه إن شئت الحقيقة، لكننا لا نطيق الانتظار.. مساء أمس الأول قبل انقضاء آخر دقائق العام الفائت التقيت طفلًا يمسك نبلة بدائية جدًا يتربص شيئًا ما بترقب، فسألته ماذا تصطاد!، فرد: أصطاد حلمًا، سألته: أهو حلمك! قال: لا يهم لكنه حلم، سألته: إذن أنت بارع فى اصطياد الأحلام، فأجاب: إذا كنت كذلك ماتربصت لأى حلم والسلام كنت سأحقق حلمى أنا ولست أهتم إن كان حلمى أنا أم لا، ثم سألني: هل كذلك تتحقق الأحلام!، فابتسمت ونصحته بشد مطاط نبلته قدرما يستطيع فكلما تراجعت خطوة كان الانطلاق أقوى، فوضع قبلة على خدى وابتسم.
عزيزى العالم بينما أكتب اليك الآن انقضت ساعات اليوم الأول فى عامك الجديد وأنت لاتزال تسمعنى بلا إجابة ولا وعود فهل تسمعنى وتنصف قلوبنا مرة!.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة