ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

اللعبة الأمريكية

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 03 فبراير 2023 - 06:40 م

التلاعب بالخطوط الحمراء لعبة امريكا المفضلة. فعلتها بنجاح مع روسيا عندما استخدمت اوكرانيا لاستدراجها، فدعمت الجيش الأوكرانى بالأسلحة المتطورة والتدريبات وشجعت كييف على المطالبة بعضوية الناتو، لتنجح فى النهاية فى دفع موسكو للدخول فى حرب تستنزف مواردها العسكرية والاقتصادية. هذا السيناريو تحاول جاهدة استنساخه باستخدام تايوان كطٌعم لاصطياد غريمها الأول «التنين الصينى».

وفى سبيل ذلك تلجأ لكافة أنواع الاستفزازات: بداية من الزيارات المتكررة لمسئولين امريكان دون رغبة بكين، مرورا بإجراء التدريبات العسكرية المشتركة مع الجزيرة وانتهاء بإقرار مساعدات عسكرية ومبيعات أسلحة لتايوان بنحو 10 مليارات دولار بل ووصل الأمر لحد الحديث صراحة عن الحرب، حيث أكد الرئيس بايدن مايو الماضى على التدخل عسكرياً فى حال غزت الصين تايوان، ومؤخراً دعا جنرال أمريكى كبير مرؤوسيه، للإستعداد لحرب مع الصين فى2025 والبدء فى التدريبات الجادة من الآن. 

وتهدف الخطة الأمريكية لإستخدام تايوان كأداة لمناوءة بكين وتعطيل صعودها المتنامى كقوة عظمى منافسة لواشنطن سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، ولكن نجاحها يعوقه عدة عراقيل اولها الاختلاف الشاسع بين الصين وروسيا، ليس فقط فى السياسات والتوجهات وشبكة العلاقات والنفوذ، ولكن فى مراكز القوة. فقد يكون من السهل ان تهزم موسكو، وهى ثانى اكبر قوة عسكرية فى العالم اذا استنزفتها وواجهتها بالسلاح المناسب وأقمت ضدها التحالفات الكافية لكن من الصعب ان تهزم دولة تملك ثانى أقوى اقتصاد فى العالم وتستند لشبكة دولية عنقودية من المصالح والاستثمارات لدرجة ان المؤسسات الدولية باتت تربط خروج العالم من أزمته الاقتصادية باستفاقة التنين الصينى من كبوته.

ناهيك عن ان العالم الذى لازال يتلظى بنيران الحرب فى اوكرانيا لن يجرؤ على التفكير فى مؤازة واشنطن فى مواجهة مع الصين.

رغم ذلك سيواصل الطرفين الاستعداد لتصادم قد لايكون أوانه الآن، فيعزز الجيش الصينى قدراته ليصبح قوة مساوية لأمريكا بحلول 2050.

فيما ستواصل واشنطن اللعب بخطوط بكين الحمراء ومحاصرتها بالأحلاف العسكرية للسيطرة على المحيطين الهندى والهادى وبحر الصين الجنوبى، بذريعة حرية الملاحة والتجارة الدولية، ودعم حلفائها فى المنطقة. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة