ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

منحة «المحنة»

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 10 فبراير 2023 - 06:16 م

وقوع سوريا المكتوية بنيران الحرب منذ أكثر من 11 عاماً ضحية للزلزال الأخير وتوابعه، وهو قضاء الله وقدره الذى لا نعترض عليه لأن به من الحِكَم ما تعجز مداركنا عن استيعابه.

فهزات الزلزال التى هدمت آلاف المنازل والجدران هدمت معها جدار العزلة الدولية التى كانت مفروضة على سوريا الجريحة، وأطنان الأنقاض التى دٌفن تحتها مئات الأبرياء دٌفن تحتها ايضاً «قانون قيصر» الذى حظرت من خلاله امريكا لسنوات دخول أى مساعدات إنسانية لسوريا المكلومة.

ومن رحم المآسى الانسانية المروعة التى شاهدناها ومازلنا نشاهدها لضحايا الكارثة من اشقائنا السوريين،تولدّت من جديد روح العروبة كطائر العنقاء الذى ينتفض من رماده.

فبمجرد وقوع الكارثة تدفقت المساعدات العربية على الشقيقة المكلومة سوريا، رغم أنف «قيصر.فأرسلت مصر 3 طائرات مساعدات إنسانية وطبية وفريق إغاثة، وقدمت الإمارات 50 مليون دولار مع إمدادات إغاثية ومستشفى ميدانى وفريقى بحث وإنقاذ، فيما اعلنت السعودية عن تسيير جسر جوى وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية، وأرسلت الجزائر فريق مساعدة من الدفاع المدنى بالإضافة إلى 115 طنا من المساعدات الإنسانية.

بينما أرسلت تونس طائرة عسكرية محملة بالمواد الغذائية والأغطية والأدوية بالإضافة لفريق من الحماية المدنية. كذلك سيرت سلطنة عُمان جسراً جوياً لنقل المواد الإغاثية للمناطق المتضررة فى سوريا وتركيا. فيما أعلن العراق عن إرسال فرق دفاع مدنى للدولتين، بالإضافة إلى مساعدات للطوارئ وإمدادات إغاثة. وقالت منظمة قطر الخيرية إنها ستزود أماكن الإيواء فى تركيا وسوريا بمواد الإغاثة.

أما لبنان ففتح كل موانئه ومطاره لاستقبال المُساعدات، وارسل فريقًا للإنقاذ. هذا التكاتف والالتفاف العربى الجميل تزامن معه تواصل مباشر مع الرئيس السورى بعضه كان الأول من نوعه، كإتصال كل من الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون.

والآن جٌلّ ما نأمل فيه ان نستغل «المنحة» التى وهبتنا إياها هذه «المحنة» ونستفيد من هذا التكاتف لإعادة اللٌحمَة العربية. وان يكون هذا الالتفاف حول سوريا مقدمة لعودتها للحضن العربى واستعادة مقعدها فى الجامعة العربية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة