السبت، 01 أبريل 2023 - 01:18 م

ستار ..بنى معتم ••بخطوط طول بيح (2م طول -4م عرض)
تغلق فراغ ضلفتي باب زجاجي لمقهى بمنطقة شعبية ••ذات زحام وضجيج 
••
مقام أخضر صغير عند باب النصر بشارع المعز ..سيدى الذوق ما خرجش من مصر
••

سكون وخلو ونظافة الشارع والارصفه فى الصباح الرمضاني وصيام زبائن زحام عربات الفول ومحلات الطعمية ومقاهى الشاي والقهوة والتدخين.. المغلقة 
••
طابور على الرصيف المواجه للمقهى الكامن إلا ومضات ضوء مصباح كهربائي من طرف الستار يبدوا أسفل الباب المعدني الاسطواني المغلق ثلثيه يدلف أحدهم لعمقها ويخرج أخر يمرقون بخفوت..لا قلق ..لاحرج..يتخلصون معنويا من صلتهم بالمكان فى الخطوة التاليه من الرصيف الى الشارع  فالطريق العمومي يتريث بعضهم قليلا  ثم يتجه بتلقائيه لعملة القريب يتلكأ البعض طويلا ••يغطي غيابه عن عمله بزحام الرصيف المواجه فى بنك أو إدارة 
••
أحجمت عن أحراج أقتحامى سترهم ومشاغبتهم وأنست الى خيالي 
••
من يا ترى بالداخل ؟!
-أقباط ..أحتمال ضئيل  تعلمت منهم ذوق ••
عدم خدش الصيام فى المواصلات والاماكن العامة والعمل والاصحاب والجيران -كبار سن ومرضى أوعلى سفر ••وكوب  شاي خارج  خنقة بيوتهم ••وحجر شيشه و سيجارة نهار رمضان -شباب يتمرغ فى غرور تمرده ..يهديه الله يومًا
••
لا يوجد  عنصر نسائى بالقطع  .. بعض العاملات والموظفات وعابرات السبيل ومرافقات الزوج والأخ والأبن والقريب و الزميل يجلسن على رصيف المقاهى فى الايام العادية ولن يقبلن الأن هذا الوضع الغامض خاصة وأفطارهن مرتبط بأمور محرجه نسائية 
••
■ هل حقهم؟ ..
-نعم!
الكمال لله وحده وهناك رخص دينييه لكنهم لن يفلتوا من النقد.. إذا بوليتم فأستتروا من فجور وخزي وفضل الشهر الكريم 
••
■ رأيتهم في مواجهتي حريصون على أحترامي و إعتبار مشاعري بعدم المجاهرة .. رأيت في ذلك ذوق كنوز أخلاقية تطمئن •• صحبني خيالي لنهاية شارع المعز عند باب النصر والمقام الاخضر الصغير قبيل البوابة سيدى الذوق التاجر الذى قرر ترك البلد لفساد التجارة أو الفتوة المغادر من تدني الاخلاق أو ولي الله الرافض لطلب أبناءه ترك المحروسة والعودة لبلاده بالمغرب فمات قبيل البوابه •• لم يخرج الذوق من مصر ولن يخرج 
••
2
أول صباحية فى الشرق 
(11رمضان1393هـ-7أكتوبر 1973)
 ••
يضع العدة فى حفرة على جانب الطريق •• يملأ أكبر براد•• لن يمنعه أحد من الجنود •• القدامى يعرفونه •• يبحث عن ••وجه رجب ولطفي وحامدوغيرهم يهنئهم بأول (صباحية) لهم فى الشرق  •• يحاول الأسراع بقامته المنحنيه وخطوته  العجوز •• عرفه الجدعان•• لا يعرف من صاح منهم •• عم خضر •• سيوزع كل مالديه على من يقاتلون مجهود حربى(مجانا) ربما فوجىء بمرجان (من مفقودى عمليات الأستنزاف) يحتضنه ••يمد له يده بكوب شاي
(غيبه وطالت يا مرجان)
••
(قصة مجهود حربي)
••
3
(وتلقى الطفل بيديه)
-الغريب بدا كثير الحركة•• لايهدأ لا ينام فى مكان  واحد ••نادراً ما رأه البعض نائما ..كل من شاهده رآه مستيقظاً يؤدى عملا •في الليل يقف فى نوبة حراسة ••حفر خنادق •• نقل العديد  من العربات المدمرة  •• أصلح سيارةلورى وقادها فى شوارع المدينة•• شارك فى حفرأبار مياه جوفية قرب سيدى الغريب  ••سمع يؤذن للصلاة  ••أنشد مواويل فى سهره•• تبرع بدمه ••تسلل خلف خطوط العدو وأستطلع مواقعه وأسلحته وأرسلت خرائطه للقاهرة  بطرق خفية •• خرج فى قارب يصطادالسمك •• أقسمت إمرأة من حى الاربعين أنه جائها عند مخاضها وصراخها من الالم وحيدة••أنهى ولادتها المتعسرة ••وتلقى الطفل بيديه•• 
••
( جمال الغيطانى – مجموعة حكايات الغريب )
••
4
- النحيل القصير هذا الموقف تكرر معى شخصيا ..يضحى إنسان  بنفسه من أجلك دون أى شيءٍ الا إنك أكلت  معه عيشا وملحا كان ذلك فى الأيام الأخيرة لحرب أكتوبر ..عدت الى وحدتى فى منطقة الثغرة على طريق السويس 
 بعد مهمة إمداد صعبة فى جنيفة
أستغرقت المهمة ثلاثة أيام لم أذق فيها طعم النوم كانت القوات المصرية والاسرائيليةتتدخل فى المنطقة حذاء ترعة الاسماعيلية..لذلك كانت العودة الى وحدتى مع العساكرالذين تولوا حراسة الإمدادات ••مهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر عدنا جميعا سالمين  ولكنى كنت مرهقا بسبب قلة النوم ونزف طويل من جرح  صغيربالإصبع ورذاذ نابالم أصاب الساق ..أغتسلت ونمت  .. وبعد  دقائق حدثت غارة على الموقع فنزل الجنود الحفر البرميلية والخنادق
 وجاءبعضهم لإيقاظي 
- أنهض يا شاويش ناجى
صحوت ولأن الدم الذى وصل الى دماغى لم يك  كافياً لدرجة تمكنى من إدراك الموقف سألتهم
- هه
- غارة
- هه
محمد الشوادفى ••عسكرى نحيل قصير••وقروى شرقاوى من أكياد البحرية شرقية ..أدرك الشوادفى أننى فى موقف صعب وسط القصف هذا النحيل القصير حملنى على  كتفه ووضعنى فى حفرةبرميلية ••وبعد الغارة كان فرحا بما فعل كأنه أنقذ أبنه
( الروائى محمد ناجى فى تجنيده بحرب اكتوبر 1973)
*
*
• مين اللى قال كنتى بعيدة عنى وأنت اللى ساكنه فى سواد الننى
( عبد الرحمن الابنودى – كمال الطويل -عبدالحليم حافظ  )
*
وصباح الخير يا سينا