عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

سحابة صيف

عثمان سالم

الثلاثاء، 04 أبريل 2023 - 06:47 م

من المؤسف أن تصبح لقاءات كرة القدم وسيلة لتخريب العلاقات الإنسانية بين الشعوب بدلاً من التقارب والمحبة خاصة بين الأشقاء..

مباراة العودة بين الأهلى والهلال السودانى لم تنته النهاية الطبيعية التى صعدت بممثل مصر لدور الثمانية الأفريقى بعد الفوز بثلاثية نظيفة وترجيح كفته بفارق الأهداف..

 هشام السوباط رئيس النادى السودانى أطلق تصريحات نارية ضد الأهلى والاتحاد الأفريقى الذى اتهمه بالتقاعس إزاء مسألة إعادة المباراة على أرض محايدة بعدما صدر للكاف أسبابا غير واقعية أو منطقية بعد مشادات طبيعية بين لاعبى الفريقين فى الممر الشرفى الموصل لغرف اللاعبين..

الأهلى من جانبه أغلق الملف وسيتقبل أى قرار بعقوبات مالية فى حالة تأكد الاتحاد القارى ارتكاب لاعبينا أخطاء فى حق الضيوف..

وإلى هنا تكون نهاية الأزمة المفتعلة.. ما نريد التأكيد عليه أن العلاقات المصرية السودانية لا يمكن التشكيك فى أخوتها عبر السنين الطوال حتى فى مجال كرة القدم التى تثير حفيظة الأشقاء من آن لآخر لأنهم لا يقبلون بسهولة تفوق الكرة المصرية فى اللقاءات الرسمية على مستوى الأندية والمنتخبات بفعل فارق الإمكانيات الفنية والمادية..

وقد شهدت خلفيات لقاء الذهاب فى الخرطوم فى يناير الماضى بعض التجاوز من جانب عضو بالجهاز الطبى الهلالى فى حق محمد عبد المنعم ومحمد الشناوى وزميله على لطفى لكن الأهلى بكبريائه لم يتوقف كثيراً أمام هذه الوقائع إلا بتسجيل موقف بالشكوى للاتحاد الأفريقى ووزارة الخارجية المصرية لحفظ حقوق النادى فى مواجهات مستقبلية لن تخلو منها العصبية الناتجة عن الأحداث ويومها اتهم البعض الأهلى بالتجاوز بالشكوى للخارجية على اعتبار أنها مباراة فى كرة القدم وارد فيها حدوث أى تجاوزات..

ويبدو أن الأشقاء السودانيين أبوا أن تمر مباراة العودة مرور الكرام بعد أن منحوا بأنفسهم الفرصة لعودة الأهلى لمنافسته على بطاقة الصعود بعدما أهدر لاعب الهلال طاهر الطاهر ركلة جزاء أمام صن داونز الجنوب أفريقى كانت كافية للتأهل مباشرة دون حاجة لنتيجة مباراة العودة..

ويبدو أنه صعب على الأخوة فى الهلال الخروج من دورى المجموعات بعد أن أتيحت لهم الفرصة من خلال نتائج متواضعة للأهلى فى هذا الدور خاصة بعد الهزيمة القاسية أمام بطل جنوب أفريقيا والتعادل فى القاهرة فى لقاء الذهاب..

الأهلى لا يفوت الفرصة إذا جاءته حتى ولو كان فى أصعب الظروف فقد استقبل هدية الهلال شاكرا ليحرز ثلاثة أهداف جعلته يتسيد اللقاء بجدارة وحسم بطاقة التأهل دون النظر لأية حسابات أخرى غير مناوشات كانت منتظرة من لاعبى الهلال بعد الخروج من البطولة والملعب.

ما نريد التأكيد عليه أن العلاقات المصرية السودانية ضاربة بالود والمحبة فى جذور التاريخ ولدينا جالية كبيرة تعيش بيننا فى مصر تقارب الملايين الخمسة ونحترمهم كما يحترموننا وبيننا وبينهم نسب ومصاهرة وجنسيات متبادلة هنا وهناك فيصعب أن تعرف الفارق بين المصرى والسودانى حتى فى لون البشرة السمراء أرجو ألا تترك الأحداث الرياضية ألوانا على الثوب الأبيض المصرى السودانى بعد سحابة صيف عابرة!!
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة