أحمد عباس
أحمد عباس


مقال الأسبوع

تساؤلات

أحمد عباس

الأحد، 25 يونيو 2023 - 08:36 م

مطلوب منك اليوم ان تكتب مقالًا أسبوعيًا لا يزيد على خمسمائة كلمة تستعرض فيه قضية ما وحبذا لو تقترح لها حلاً ليقرأه الناس ويفهموه من المرة الأولى ولا يستهجنون الطريقة ولا يستخفون الموضوع ولا يهزأون بك ولا يشعرون بتجاهل قضاياهم ولا بازدراء أحلامهم ولا بالتقليل من شأن أحد فتصير متنمرًا ولا برفع منزلة آخر فيقال عنك من أبناء الدهاليز أو فى أفضل وصف موالس، مطلوب منك أنك تكون عادلاً قدر استطاعتك على قدر فهمك، ومجاملاً إلى حد كبير لئلا تقلق نوم النائمين أو تثير غضب اللائمين، وعليه فإن..
الفنانين والمغمورين أيضًا يتوافدون على الفرح من كل مكان مجاملة للرجل الذى كان مقربًا ومايزال يتقدمون لمشاركة العروسين برقصة وأغنية، مقاطع الفيديو تطير عبر الفضاء الالكترونى وتظهر لاإراديًا بمجرد تشغيل الإنترنت، الناس تشاهد وتتفحص المشاهد ثم يتساءلون: منين!


عبثى جدا أن يقرر أحدهم أن يواجه الطبيعة برغبته هذا شأن مخيف لا يقدم عليه الا معتوه، ما المغرى فى أن تقطع تذكرتك للمجهول بإرادتك هل هذه لُعبة يا عزيزى المليادير، لا أعرف كيف مات هؤلاء فى الغواصة التى انفجرت أو انبجرت كما يقولون لست أهتم بالمسمى ولا بالتشريح الفيزيائى للمسألة لكن أفكر كيف كانت اللحظات الأخيرة فى عمر هؤلاء، كيف واجهت نفسياتهم ما جرى له والعلم عند الله، لكن لدى درس أحفظه يحذرنى دائمًا من اللعب مع الطبيعة، هى إرادة خالقها فلا تلهو معها.
فى الطريق.. يعجبنى هذا الولد الصاعد بسرعة الصاروخ، شعره مصفوف على جنب بعناية وشعراته البيض تضيف له رونقًا ولما يفتح فمه ويبدأ بالحديث والحذلقة يثير تعاطفى للغاية لكن فى كل الأحوال يعجبنى ثقته اللانهائية فى ثباته وادعائه.
خبر رحيل الفنانة الشابة المغمورة يغزو مواقع التواصل فيسرع الناس الى جوجل بحثًا عن صورتها ليعرفوا من التى ماتت لكن سرعان ما تنطق هى وتحسبن على كل الذين افتروا عليها وقالوا بموتها وتحمد الله ألف حمد أن اسمها بات من أولويات محرك البحث يكفى أن تكتب اسمها الأول فقط ليقترح عليك أيمن.
الفرح كان مبهرًا جمع الأصدقاء والأحباب دخل العريس وسط المعازيم بالدراجة ثم دخلت عروسه فى مشهد سنيمائى ساذج، الناس تداولت صور الفرح منذ عامين وصفقوا لقصة الحب وانتهى الأمر، لكن للأسف شائعة أخرى ضربت السعادة فى مقتل وقيل إنهما تطلقا، ثم خرج فنانون من الزملاء نفوا ما يتم تداوله وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فى خرابين البيوت.


اليوتيوبر ألمانى فقاعة فى بلاده والإعلامية مشهورة فى بلدها، استقبله بالرقص والحركات الجسدية بعد أن نكدت علينا عيشتنا سنوات طويلة قبل تغير الحال، الآن لا تستضيف الا التوافه والهوامش وأرباب اللا شيء بجدارة وتصنع لهم ساعات من الهواء المتواصل بلا شفقة على المشاهدين الذين لما يرونها لا ينقطعون عن ترديد: لا حول قوة الا بالله.
النساء تجمعن عليه فى نفس واحد لما استهجن ما يفعله بهن دكتور التجميل ويبدو أننى ذكرت بسوء الكولاجين والفيلر والبوتكس وفينير الأسنان الساطعة وحتى ابتسامة هوليود وتساءلن: اذن أنت ترفض أن تهتم المرأة بنفسها وجمالها، واستطردن: طبعا انت ذكر فى مجتمع ذكورى لا يراعى حقوق النساء ولا مشاعرهن.. انت وحش شرير. وبعد محاولات من التحايل على الإجابة وقلوظتها بطريقة تقبلها عقلية النساء فشلت فى اقناعهن بأن المسألة ليست أكثر من رفضى لان تكون النساء كلهن على خلقة واحدة، فلو أراد الله لخلقنا نسخًا ممسوخة لكنه ميزنا، ولما فشلت ثانية قلت: هل تحبين سيدتى أن كل النساء يكن فى نفس جمالك!، فقالت: معاك حق والله حرام.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة