سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

ثنائية الغرب فى حرق المصحف

سليمان قناوي

الثلاثاء، 04 يوليه 2023 - 08:37 م

يقع الغرب فى تناقض بالغ حين يجعل من حرق كتاب - وليس أى كتاب بل هو آخر إرسال السماء إلى الأرض: القرآن الكريم- يجعل من هذه الجريمة حرية تعبير.

ولو علمت إسرائيل والسويد والدنمارك وفرنسا ما فى هذا القرآن من قيم ومثل وقواعد للسلوك والمعاملات واحترام للآخر وحقوق للإنسان وتحرير له من عبادة العباد لعبادة رب العباد وتجريم العنصرية وإشاعة المساواة والتشديد على عدالة توزيع المال والثروة «حتى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم»، بل يقدم لهم الدليل الأكيد لكل يهودييهم ومسيحييهم،على ما سبق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أنبياء وكتبهم السماوية (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).

فالقرآن الكريم هوالكتاب الذى لم يُحرف، ومازال كما أنُزل على شفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم.

من هنا أطالب بأن نبتعد عن ردود الأفعال الانفعالية رداً على قيام مختلٍ بحرق المصحف فى السويد.

وأن تقوم منظمة التعاون الإسلامى بحملة علاقات عامة بكل اللغات الشائعة فى أوروبا للتعريف بهذا الكتاب فى جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، ووسائل الإعلام الجديدة من تويتر وفيس بوك ويوتيوب وأنستجرام، على أن يقوم بها محترفون، كل فى مجاله، وتركز الحملة على أن القرآن الكريم لم يرسل فقط للمسلمين، ولكن ليكون رحمة للكون كله، «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

فهل هناك أقوى من الوثيقة القرآنية للهدف الأسمى من خلق الذكر والأنثى، ألا وهو التعارف وتبادل المعارف بين سكان المعمورة (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).

وقمة أدب الحوار حتى مع المخالفين فى العقيدة لا الرأى فقط يعليها القرآن (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ).

وأخيراً فإن الإسلام يراعى  تطبيق العدل على المسلمين وغير المسلمين، (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا). أتمنى أن تكون رسالة منظمة المؤتمر الإسلامى للغرب «عليكم أن تقرأوا ترجمة القرآن لتعرفوا ما به من قيم، ولتتأكدوا كم أنتم خاسرون بحرق كتاب الله العظيم».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة