أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

جوجل وصلت

أحمد عباس

الإثنين، 17 يوليه 2023 - 12:23 ص

الموضوع جد خطير يقلب الدنيا كلها منذ عُرف الحديث عنه وصار شأنًا متاحًا للعامة، الحكومات والأفراد لا ينقطعون عن تداول الأمر ومناقشته عيانًا بيانًا يستعرضون مخاوفهم ومشاكلهم بل ونقائصهم، الذكاء الاصطناعى ذلك التطور الذى يُخيف البشر فى العالم المُتقدم، أما المجتمعات المتقهقرة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الاحتمال هو أن يحل الذكاء الاصطناعى محل بشر أذكياء، أما الجهلاء فلا أعتقده -الذكاء الاصطناعي- يسعى لأن يحل محلهم فى شيء، ولا يعرف أصلًا كيف يفعلها، هو يعرف كيف يكون ذكيًا فقط.


المتحدثة.. مروة خوست مسئولة من شركة جوجل العالمية، السيدة عربية متحدثة لبقة ذات صوت هادئ ومعلومات متدفقة، تسترسل ذلك النهار فى شرح المنتج الجديد لشركتها اسمه «جوجل بارد» ليس باردًا إنما «Bard»، تقول إنه إصدار مؤسس على نظام اسمه «بالم ٢» يتيح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى للناس وأنه يمكنه فهم اللهجات العربية المختلفة مثل اللهجتين المصرية والسعودية، ولكن الردود تكون باللغة العربية الفصحى، كذلك يستطيع فهم الأسئلة التى يُكتب جزء منها باللغة العربية مع وجود كلمات مكتوبة بلغات أخرى لتقديم تجربة أفضل للمستخدمين، يستطيع أيضًا الاصدار الجديد فهم الأسئلة التى تتضمن كلمات أجنبية مُستخدمة، ولكن مكتوبة بالأحرف العربية مثل «دركسيون».


شخصيًا لما يزيد الكلام على شيء - أى شيء- أتوقف فورًا عن مناقشته، حتى إذا كنت أملك من المعلومات ما أملك، حينها يرتفع الصياح ويتواصل الاستعراض ويعلو الصخب، والجميع يتعالى على بعضهم إما بمعلومة أو بفهم خاطئ فلا أحب لنفسى التعالى ولا أميل للجدل والسفسطة، من يعرف المعلومة الدقيقة فيا ألف بركة ومن يدعى المعرفة حلال له أن يبقى جاهلًا.


تقول المتحدثة من جوجل إن الاصدار الجديد يتوفر عبر ٤٣ لغة مختلفة، وهو يفرق جيدًا بين اللهجة واللغة، ويعتمد حجم التوائم اللغوى للإصدار بصورة طردية مع حجم المفردات التى يتلقاها ويتعرف عليها ويستطيع استخدامها وطرحها وفهمها أيضًا، يعنى هو نتاج ما يتغذى عليه كما البشر بالضبط، أما تطوره وحجم ذكائه فلا يعوزه إلا مساهمات المستخدمين ليرتقى ويتقدم.


إن المسألة بالقطع مخيفة جدًا للبشر بشكل عام، تقول مسئولة جوجل، لا من فقدان وظائفهم فهى شخصيًا لا قلق لديها من هذه المسألة ذلك أن الانتاج البشرى لايمكن مضاهاته أبدًا، فالمؤلف والطبيب والمهندس والرسام والكاتب والصحفى والمحرر والمحاور والفنى لايمكن مضاهاة إسهامهم ولا إلغاؤه، لكن يمكنهم اكتساب خبرات أخرى غائبة عنهم وتوسيع خبراتهم.


أما عن الابداع فترى جوجل أن منتجها بارد يمنح خيارات أكبر للمبدع ولا يستطيع ابتكار تشابك الاحداث، لكن ربما يقترح على المبدع تيمة معينة تضيف إليه وأنا أهتم جدًا بهذه القضية.. الابداع.
وفى اللغات تبدو مسئولة جوجل فصيحة جدًا فى هذا الشأن وتقول إن شركتها أجرت نشاطًا مهمًا وضخمًا قبل إطلاق الاصدار، جمعت خلاله الموظفين من أصول عربية لأمرين مهمين، أولهما تغذية النظام بالألسن العربية ولهجاتها المختلفة، أما الثانى فهو طرح كل الأسئلة التى أثارت أجوبتها خطورة داهمة لتفاديها لئلا يسقط أحد المستخدمين فى فخ الجريمة.


أما الـ «أرابيزي» أو الـ «فرانكو أراب» وهى كتابة الكلمات العربية بحروف لاتينية فلم تعطِ جوجل لهذا الامر أهمية كبرى، ذلك ان المسوح والآراء تفيد بأن الاستخدام لهذه الطريقة يضمحل ساعة عن ساعة، ولم يرتقِ يومًا ليكون فى مصافات اللغات أو حتى اللهجات، تختتم أيضًا مروة خوست بأنه لاداعى للاستعانة بالإصدار الجديد فى الدين أو الأسئلة الفقهية أو شديدة الاتصال بالعقيدة وما شابه ذلك أن التطبيق لم يُعد لذلك أصلًا.
أخيرًا.. لا خوف من الذكاء الاصطناعى ولكن الخوف من الجهل البشرى وذلك ما استطعت فهمه من جوجل فور وصول نسختها الجديدة من جوجل بارد.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة