زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

وقفة بين ساحلين

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 18 أغسطس 2023 - 07:56 م

لست برفاهية المقارنة بين الساحل الطيب والشرير، فأنا مثل ملايين، لم أزر أحدهما، رغم أنى عاينت حدودهما كاملة ولكن على الخريطة؛ ربما لأتأكد من معلومةٍ أكتبها فى مقالٍ أو موضوعٍ صحفي.

ولكن أريد مقارنة ساحل قريتى فى قنا، وقرى أخرى تطل على النيل، بالساحل الشمالي، حيث فى الوقت الذى يشكو فيه أهل الساحل «المترفون» من مشاكل عويصة مثل: حجز تذكرة وارتداء زى أبيض يناسب حفلات عمرو دياب، وسعر زجاجة المياه الذى وصل إلى 200 جنيه، واكتشاف مكان «لُقطة» على البحر بإيجار يومي  10 آلاف جنيه فقط!

هناك شباب فى ساحل قريتى يستيقظ بعد صلاة الفجر، بعد أن فتش فى دفاتر الليل عن حلمٍ يناسبه، فسعى لتحقيقه، منتزعًا الأمل من فم نهارٍ جنوبى قاسٍ، لا ترحم شمسه أحدا، إيمانا منه بأن الظروف الصعبة هى التى تصنع الرجال.

قال لى صديق إن شباب الساحل الشمالى لديهم من الأموال ما يغنيهم عن أى اختبار يمر به المكافحون!

قلت: حتى وإن فاض الله عليهم بالنعم، فعلى كل مترف أن يتذكر أن الإسراف منهى عنه حتى ولو كان الإنسان ذا ثروة طائلة، وليتذكروا ما نسب من قول إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «اخشوشنوا فإن النعومة لا تدوم». 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة