محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الرد الأقوى من بريكس للعشرين

محمد البهنساوي

الإثنين، 11 سبتمبر 2023 - 07:53 م

لم تمر أسابيع وربما أيام على انضمام مصر لتجمع بريكس الاقتصادى المهم بدعوة رسمية من التجمع، إلا وتتلقى دعوة للمشاركة بقمة العشرين التى انعقدت بدولة الهند، وما بين الدعوتين والمشاركة المصرية بهما وقفة يجب ألا تمر على كل ذى عقل يعى، فمع قرب الانتخابات الرئاسية ازداد نعيق المتربصين تشكيكا فى كل شئ بمصر، مروجين أنها على حافة انهيار اقتصادى، بالطبع يلعب هؤلاء على تداعيات ظروف اقتصادية صعبة يمر بها العالم أجمع وليس مصر فقط، لدرجة أن مدنا أوروبية عريقة أعلنت إفلاسها مؤخرا من جراء الأزمات الاقتصادية المتلاحقة لسنوات، فقد سلمتنا كورونا وما فعلته بالاقتصاد العالمى، إلى الحرب الروسية الأوكرانية التى أضرت وما زالت بالجميع.


المهم أنه من بين هذا النعيق الذى يسعى ليحيل حياتنا جحيما وتشكيكا، جاء انضمام مصر لبريكس ودعوتها لقمة العشرين التى تضم أقوى 20 اقتصادا حول العالم، فهل القائمون على بريكس والعشرين فى حاجة لمجاملة مصر؟، بالطبع لا وألف لا، فلهم معاييرهم الحقيقية التى يختارون على أساسها من ينضم لهم أو يشارك باجتماعاتهم، أهم تلك المعايير على الإطلاق أن تتمتع الدول المختارة باستقرار سياسى حالى ومستقبل اقتصادى مبشر وواعد، وانطبقت تلك المعايير وغيرها على مصر من القوة والمكانة الإقليمية والدولية والتأثير فى محيطها، وتلك شهادة أو بالأحرى شهادتان دوليتان لا ريب فيهما، يدحضان كل ادعاء ويبطلان كل دعوة للإحباط واليأس وإثارة الفتنة.


نعود للمشاركة المصرية فى قمة العشرين والتى تحمل رسائل مهمة تعكس المكانة والدور المحورى المؤثر فى المنطقة وأنها تسير فى الطريق الصحيح رغم كل التحديات التى تواجهها، فقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تحقق مصر مكاسب عدة اقتصادية وسياسية من تلك المشاركة فى اجتماعات المجموعة التى تعد المنتدى الأول للتعاون الدولى الاقتصادى، سياسيا شاهدنا كم الاجتماعات التى عقدها الرئيس السيسى على هامش القمة مع قادة دول وزعماء وفرت فترة زمنية ومكانية ممتدة لو كان التواصل معهم فرادى، زعماء دول آسيوية ومنهم التركى أردوغان، وكذلك أوروبية وأفريقية وأمريكا الجنوبية، وقادة منظمات دولية كبرى وقوية، وكل هذا تعزيز لقوة مصر إقليميا ودوليا وزيادة فى رصيدها الذى ينمو بالسياسية الدولية.


ولم يفت على الرئيس كعادته أن يرسخ مكانة مصر القيادية والرائدة فى قارتها السمراء، فتحدث باسم القارة سواء فى اجتماعات قمة العشرين أو القمة الأفريقية الأوروبية المصغرة، ناقلا همومهم ومعبرا عن طموحاتها وآمالها، ليستمر ترسيخ مكانة مصر وسط قارتها وبما يعزز مكانتها الدولية أيضا.


أما اقتصاديا فمجرد تواجد مصر فى هذا التجمع الاقتصادى الأهم فى العالم تدعيما لجهود مصر التنموية وخططها الاقتصادية، ومع ذلك جاء استغلال المشاركة لعرض مشروعات بعينها، مثل استضافة مصر لمركز عالمى لتخزين وتداول الحبوب، وخطط لزيادة التبادل التجارى مع دول العشرين وغيرهم، وكذلك مناقشة حلول للمشاكل الاقتصادية الدولية والإقليمية.
وتبقى الخطوات اللاحقة للاستفادة من تلك المشاركات بالتجمعات الاقتصادية الأهم دوليا، وفيها جزء يخص القطاع الخاص، لتقوم الاتحادات والغرف بالتنسيق مع الحكومة، بحث نتائج تلك المشاركات وفتح خطوط اتصال مع الدول المشتركة لبدء تعاون يفيد الجميع


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة