يونان القمص
يونان القمص


عيد رأس السنة القبطية.. «عيد النيروز»

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 - 01:09 م

يحتفل الأقباط فى كل ربوع العالم برأس السنة القبطية ا توت 1740 والتاريخ للشهداء والتعييد لذكراهم المجيد الموافق 2023/9/12 فى جو من النهضات الروحية فى جميع الكنائس.

والنيروز كلمة فارسية أستخدمها الفرس عندما دخلوا بلادنا العزيزة مصر وأرادوا أن يحتفظوا بالتقويم المصرى القديم وأطلقوا لفظه (نى روز) ومعناها السنة الجديدة أو أول العام حيث يتناول الأقباط البلح الأحمر والجوافة فى ذلك اليوم حسب التقاليد الاجتماعية المتوارثة عبر الأجيال وهذه الأطعمة لهما معانى روحية كرمز للاستشهاد والإيمان فى المسيحية ، حيث يرمز البلح الأحمر إلى دم الشهداء الأبرار فنتذكرهم وحينما نخلع النوء من الثمرة ونراها ونمسكها نتأمل فى صلابتها كما كانوا هؤلاء الشهداء وقت الاستشهاد يعيشون حياة الصلابة والثبات والقوة والإيمان الحقيقى والتماسك بالسيد المسيح مخلص العالم ، وحلاوة البلح  تشبها بحلاوة الإيمان المستقيم  حتى النفس الأخير، أما تناول ثمرة الجوافة تشير أى بياض قلوب هؤلاء الشهداء القديسين ، فهى رمز الطهار والنقاء الحقيقى ، أما بذور الجوافة الكثيرة داخلها فهى تشير إلى كثرة عدد الشهداء .. وبهذه المناسبة المجيدة فى حياتنا نطرح لكم بعض الأسئلة فى صلب هذا الاحتفالات الروحية والإجابة عليها ، حتى نعيش حياة هؤلاء الأبرار، كما أكد لنا الكتاب المقدس عن هؤلاء الشهداء " أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم  . 

السؤال الأول: هل يوجد فرق بين الشهادة والاستشهاد؟ وماهى العلاقة بينهم ؟

الإجابة: ينبغى إن يدرك كل إنسان مسيحى على الأرض أن المسيحية أولاً وأخيراً هى كرازة للمسيح (شهادة) .. وكلمة الاستشهاد مشتقة من الشهادة – مثلاُ : استشهاد ( فلان ) لأنه سئل عن إيمانه وعن عقيدته وعن كلمة الحق وعن مسيحه ... وكانت إجابته بقوة وثبات وشجاعة  (أنا مسيحى) .. هذا الإنسان قد دافع عن طهارته وعفته ومحبته للمسيح حتى الموت الجسدى فهذا شهيد فى المسيحية .

وكانت شهادة هؤلاء الشهداء الأطهار القديسين منذ العصور الأولى للميلادى ( كرازة باسم المسيح للحكام الرومان واليهود ) . وهذه الكرازة ربحت الكثيرين للملكوت الأبدى والسر فى ذلك : لان صفة السيد المسيح له المجد موضوعه فى ذاتهم .. ويقول الكتاب " وضع ذاته واطاع الأب الأزلى حتى الموت : موت الصليب " .

وهكذا يشهد المؤمن شهادة كاملة للمسيح تحت أى تهديد من أى شكل ..

ونحن نعلم جميعاً أن أول شهداء فى القرن الأول الميلادى (مذبحة أطفال بيت لحم) على يد هيردوس الملك ظن أن الطفل يسوع المسيح من بينهم .. وأول شهيد فى المسيحية (اسطفانوس رئيس الشمامسة) من أجل الإيمان بالمسيح .

الشاهد والشهيد مكملين بعضهم ، ومفهوم الشهادة لا يقتصر فقط  على الذين قتلوا جسدياً ، ولكن مفهوم الشهادة يكتمل مع الشهيد بقبول نعمة الاستشهاد أى كان : بالقتل أو الذبح أو بالحرق أو من بعض العذابات . فالشهادة هى بذل وعطاء ومحبة وشهادة حق وإيمان كامل بالسيد المسيح له المجد .

كتير جداُ فى هذا العالم شهداء وهم أحياء !! عندما يضطهدون ويسرقون ويحرقون وتحبس حريتهم ويتهجرون قصراً من بيوتهم وبلادهم ، ويخطفون أولادهم ونساءهم .. فهؤلاء شهداء فى المسيحية .

محبة الأعداء فى حد ذاتها صليب كبير جداً  : فهى أعظم شهادة فى المسيحية .. وليس منصباً على فئة معينة أو زمان معين أو مكان بعينه . فجميع الذين يريدون ان يعيشوا مع المسيح بالتقوى والقداسة والمحبة فهم يضطهدون " فالأستشهاد نعمة فى محبة الله لم يحصل عليها إلا القليون . فيقول الكتاب : " كن أميناً إلى الموت فسأعطيك أكليل الحياة الأبدية " فالشهيد لا يخاف الموت لان المسيح حقيقته العظمى والوحيدة ، لذلك صرخ القديس أغسطينوس وقال جلست أعلى قمة الجبل .. لا أخاف شيئاً . وداود النبى قال "إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شراً لأنك معى " .

السؤال الثانى : ماهى أنواع الاستشهاد ؟ وهل الاستشهاد بسفك الدم فقط ؟

الإجابة : شهادة المؤمن بالمسيح بفمه أى الكرازة باسمه شئ .. والشهادة للمسيح بالدم شئ آخر، وله بركة وكرامة خاصة . وعندما نبحث نجد القديس يوحنا الحبيب أحد تلاميذ السيد المسيح له المجد والقديس العظيم الأنبا أنطونيوس أبو الرهبان ومؤسس الرهبنة فى العالم المسيحى والرجل البار أيوب هؤلاء عاشوا الأستشهاد بدون سفك دم ، وغيرهم كتير جداً

وهنا نميز ثلاث أنواع من الاستشهاد من حيث الدافع للاستشهاد فى المسيحية :-

1-من أجل ثباتهم على الإيمان المسيحى وأكثرهم هكذا .

2-من أجل المحافظة على العفة والطهارة وجميع الفضائل .

3-التمسك بالعقيدة المسيحية حتى الموت بالسيف أو بأى نوع من العذابات .

*الاستشهاد بسفك الدم هو فى الحقيقة سر من أسرار الكنيسة ، ربما يعادل سر المعمودية تماماً ، وينوب عنه ، لأنه هو تجديد حمل الصليب " حيث يكون المسيح فى قلب وعقل وفكر وروح الشهيد . حيث يكون الروح القدس المعطى للنفس وهكذا يجوز الشهيد أصناف العذابات كلها بلا أى كوى أو اعتراض لانه يذوق فى الحقيقة اختبار غلبة الموت مثل السيد المسيح وهو معلق على عود الصليب .

*كان يمكن أن تصبح المسيحية شيئاً آخر غير ما نراه ، لولا أولئك الشهداء الذين ثبتوا على الإيمان المسيحى حتى الموت وقدموا دمائهم وحياتهم ثمناً  كبيراً فى محبتهم للمسيح له المجد لكى يشتركوا معه فى الصليب حينما قدم ذاته ودمه ذبيحة عن حياة العالم والخليقة كلها لكى تخلص .

السؤال الثالث : ماهى طبيعة الشهداء ؟!

الإجابة : لايوجد فى تاريخ البشرية شهداء مثل شهدائنا القديسين فى حماسهم وشجاعتهم وإيمانهم وصبرهم ووداعتهم واحتمالهم وفرحهم بالاستشهاد لقد كانوا يقبلون الاستشهاد والموت بفرح عظيم وهدوء وواعة تذهل مضطهديهم .

*الشهداء كانت عقولهم وقلوبهم فى انارة شديدة دفعتهم للأيمان ،وظللت عقولنا وقلوبنا إلى اليوم وستظل تفعل ذلك إلى آخر الزمان ، وستظل مشتعلة فى كل انحاء الأرض إلى المنتهى.

* تاريخ الشهداء طويل وجليل سواء من أيام التلاميذ والرسل القديسين الأوائل للمسيح أو شهداء المسيحية عبر العصور .

*الاستشهاد في المسيحية كان ومازال شهوة لكل مؤمن وبطولة الشهداء ونفسيتهم وقت التعذيب ليس لها مثيل من الاحتمال .

السؤال الرابع : فهو سؤال يطرح نفسه علينا جميعاً :

 لماذا يسمح الله بالتجارب والضيقات والاضطهادات والالآم القاسية ؟!!! ثم أطرح سؤال أكبر من هذا : لماذا يترك الله بعض الشهداء يعذبوا ، ويأخذون مدة طويلة من العذاب مثل امير الشهداء مارجرجس اخذ سبعة سنوات ؟ لماذا تركه يعذب بأفظع أنواع العذابات ؟ وهكذا الشهيد أبى سيفين والامير تادرس والقديسة دميانة وغيرهم من الشهداء القديسين  لماذا تركهم الله ؟ ولم يساعدهم أو ينصرهم على الأعداء ؟

الإجابة : احكام الله ( حكمته ) فيقول لستُ تفهمون الآن ، ولكن فيما بعد. وهذا من أجل الخير للإنسان. وبسبب كثرة المدة الكثير يخلص من خطاياهم ويستعدون للقاء العريس السماوى . " فهو امتحان " ربنا يعطى الفرصة للامتحان أوقات الاستشهاد ، ووقت الامتحان يظهر العنصر المحب ويظهر الإيمان الحقيقى القوى.

*اما الاضطهادات مفيدة والاستشهاد بركة كبيرة ومفيدة جداً لاجل البنيان عبر الأجيال .. فهذا خير للشجرة لكى تتخلص من الأوراق الضعيفة الصفراء المعطلة للنمو لكى تأتى الأوراق الخضراء وهناك تكون فرصة للأجيال الجديدة ( كرازة قوية باسم المسيح مخلص العالم ).

فتاريخ الشهداء هو الإنجيل الخامس الذى كان بمثابة المنارة التى أضاءت طريق المؤمنين ، وهم باكورة وحدتنا فى المسيح وإسماؤهم كتبت فى سفر الحياة .

        


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة