ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

ريهاب عبدالوهاب تكتب: تحديات الممر الاقتصادي

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 22 سبتمبر 2023 - 07:22 م

تحت عنوان «إعادة بناء الثقة وإعادة إشعال التضامن العالمي»، افتتح زعماء العالم الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضى، وفى الجلسة الافتتاحية ألقى الرئيس جو بايدن كلمته التى كان اللافت فيها تركيزه على مشروع الممر الاقتصادي الذى أطلقته مجموعة العشرين فى قمتها الأخيرة، ويهدف هذا المشروع لربط الهند بأوروبا من خلال خط للسكك الحديدية والموانئ فى الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، وربط أوروبا وآسيا بالمراكز التجارية ودعم التجارة والصناعة وسلاسل التوريد وكذلك ربط شبكات الطاقة وخطوط الاتصالات بين القارتين عبر الكابلات البحرية.

ويرى الخبراء أن هذا المشروع محاولة من أمريكا وحلفائها لمنافسة مشروع «الحزام والطريق» الصينى العملاق والذى يرسخ ويوسع نفوذ بكين فى غالبية مناطق العالم، والحقيقة ان التشابه واضح بين المشروعين، خاصة من حيث الأهداف، إلاّ ان المشروع الصينى يتميز باتساعه وكبر حجمه، حيث يضم أكثر من 30 منظمة دولية وحوالى154 دولة -من بينها دول مشاركة فى «الممر الاقتصادى» الامريكى-الهندى- كإيطاليا والسعودية والإمارات، كذلك يسبق المشروع الامريكى بعشر سنوات ما مكنه بالفعل من إرساء أسس 3 آلاف مشروع وتحفيز استثمارات بقيمة تريليون دولار رغم ما واجهه من تحديات تتعلق بالتنسيق، والحزم المالية والاعتبارات الدبلوماسية.

وبالمثل، ينتظر المشروع الأمريكى تحديات كبيرة ايضاً أهمها وضع خطة آمنة لإنشاء الممر وعدم وجود التزامات مالية فى الوقت الحالى، حيث يقال إنه سيتم مناقشتها خلال اجتماع متوقع للدول المشاركة خلال شهرين تقريبا، أضف إلى ذلك ما يتطلبه إنشاء شبكة من خطوط السكك الحديدية والطرق والموانئ عبر عدة دول من مستوى عالٍ من التنسيق والتخطيط وما يواجهه من تحديات جيوسياسية تتطلب توازنًا دقيقًا بين المناورات الاقتصادية والدبلوماسية، واخيراً هناك الانتخابات الامريكية العام القادم والتى من المحتمل أن تأتى برئيس له أولويات وسياسات مختلفة قد لا يكون من بينها قيادة مشروع يصب مزيدا من الزيت على سلسلة التوترات مع التنين الصينى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة