المخرج يسرى نصر الله
المخرج يسرى نصر الله


يسرى نصر الله : «القومى للسينما».. أملنا للخروج من المأزق l حوار

أخبار النجوم

الأحد، 24 سبتمبر 2023 - 01:39 م

أحمد‭ ‬سيد‭ ‬

عندما يتردد اسم المخرج يسرى نصر الله فى الساحة الفنية، ينتاب عشاق السينما حالة من الشغف لما يقدمه، والسعادة كونهم على موعد مع مشاهدة عالم ملىء بالسحر والجمال يعبر عنهم، ويمنحهم لحظات من الاستمتاع البصرى والصورة الجمالية، حتى وإن كانت القضية المطروحة قاسية، له عالمه الخاص ورؤيته للسينما التى تعلمها على يد المخرج الكبير يوسف شاهين، ومثلما ينتظر عشاق السينما أفلامه، ينتظرون أيضا رؤيته التى يقدمها لمهرجان القومى للسينما الذى يرأسه حاليًا وكيف يمكن أن يخرجه من كبوته التى تلازمه فى الفترة الأخيرة، ينتظرون أيضا لقائه فى مهرجان القاهرة السينمائى بعد الإعلان عن تكريمه وحصوله على جائزة الهرم الذهبى كأحد المخرجين الذين أثروا بشكل واضح فى السينما

يسرى نصر الله يفتح قلبه لـ أخبار النجوم ويتحدث عن رؤيته لمهرجان القومى للسينما وتكريمه فى القاهرة السينمائى، ومسيرته الفنية الحافلة بالأعمال المؤثرة

كيف رأيت قرار توليك رئاسة المهرجان القومى للسينما ؟

رفضت فى البداية قبول المهمة، خاصة أن حال السينما غير مرضى فى الفترة الحالية، ولكن بعد تفكير ومقابلة د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة كشفت لى أن هناك تغيرات كثيرة سوف تطرأ على السينما خلال الفترة المقبلة، وأهمها أن ملف السينما سيكون من أولويات مجلس الوزراء، وهناك الكثير من المطالب التى يود السينمائيين تحقيقها لتصحيح مسار السينما، ومنها تشكيل مركز قومى للسينما بشكل حقيقى، وإقامة أرشيف للسينما “سينماتيك” الذى كان مطلب أساسى منذ فترة طويلة، وأخيرا أن يكون هناك قطاع للسينما فى وزارة الثقافة، وبناءً عليه وافقت على تولى رئاسة المهرجان، خاصة أنه كان من الصعب بالنسبة لى أن أصعد على المسرح فى افتتاح المهرجان وأتغنى بالسينما وهى تمر بظروف صعبة فى ظل حالة النهضة والانتعاشة التى تشهدها السينما فى البلدان العربية المحيطة، مثل السعودية والأردن والمغرب وغيرها، وجدتها فرصة أن يدافع المهرجان القومى عن السينما المصرية ويحتفى بها أيضا، وبداية لعهد جديد.

ولكن فى رأيك كيف تخرج السينما من هذا المأزق ؟ 

أتصور أن الحلول التى يمكن أن تساهم فى حل أزمة السينما أهمها وجود مركز قومى للسينما حقيقى يكون مسئول عن الأرشيف، ودعم السينما وإصدار التصاريح الخاصة بتصوير الأعمال الخارجية والداخلية وتسهيل التصوير، ولكن المشكلة الأساسية التى تتسبب فى تعطيل هذا الملف هو وجود خناقة حول من الذى يمكن أن يتولى إدارة المركز القومى للسينما، هل يكون تابع لوزارة الثقافة أو يكون تابع لمدينة الإنتاج الإعلامى ؟، وأتصور أنه لابد أن يكون تابعًا لوزارة الثقافة خاصة أن مدينة الإنتاج الإعلامى هى جهة إنتاج، وبالتالى ليس من العدالة أن يحصل منتج على تصريح تصوير من جهة إنتاج أخرى، وهذا يخلق منافسة غير شريفة، ولا يصح أن يكون المركز القومى للسينما تابعا لشركة إنتاج، وأرى أن الجهات بدأت تفطن لمثل هذه الأمور.

هل عندما بدأت عملك كرئيس للمهرجان لمست بعض التغيرات أم لا ؟ 

بالفعل هناك تغيرات لمستها، وإدراك لأهمية هذه الصناعة من قبل الدولة، ولكن لا أستطيع الحديث فى هذه الأمور فى الفترة الحالية، وكل ما يمكن قوله أن هناك إدراك كبير لأهمية صناعة السينما والدور الذى تقوم به، وهناك نية للتغيير الحقيقى حتى نتمكن من منافسة الأسواق العربية التى تشهد فى الفترة الحالية نهضة سينمائية، وأصبح النجوم والكوادر الفنية المختلفة تذهب إلى هذه الأسواق للعمل، ولذلك لابد من تغير أيضا فى تفكير وعقلية المنتجين، وألا يكون أقصى الطموح هو تقديم عمل يعرض فى عيد الفطر أو عيد الأضحى وعرضه فى دول الخليج فقط، ولابد أن ندرك أن السوق الخليجى، وتحديدا السعودى الذى يشهد طفرة حقيقية ونهضة كبيرة، يمكن له أن يغزو الأسواق العربية بقوة، وتصبح الأفلام المصرية التى تقدم فى السعودية على الهامش، والغريب أيضا أن السينما المصرية لم تصل لأسواق أمريكا اللاتينية والصين على الرغم من أننا كنا نعرض قديما أفلامنا فى هذه البلدان، أذكر عندما رأيت أفيش فيلم “صراع فى الوادى” فى روسيا، كما كان أفيش فيلم “شيء من الخوف” يزين السينمات فى اليابان. 

فى رأيك ما سبب سيطرة الأفلام الكوميدية فى الفترة الأخيرة وهى التى يتم تصديرها إلى الأسواق الخليجية ؟

عندما كنت فى فرنسا سألوني عن سبب عدم وجود أفلام استعراضية أو غنائية أو حتى الأفلام التى تبرز فنون القتال الخاصة بنا، والرد بسيط أن هناك حملة منظمة منذ السبعينيات وحتى الآن “أنك تتكسف أن يكون عندك بهجة”، فضلا عن تهميش المرأة فى السينما، وتظهر قيود مختلفة مثل السينما النظيفة وأخلاق العائلة، فأين كانت العائلة فى فترة زمن الفن الجميل وموقفهم من رقصات تحية كاريوكا وسامية جمال وسعاد حسنى ونادية لطفى ؟!، وأتصور أن السينما المصرية ضاعت منذ تخلينا عن الأغنية والرقصة، وتخلينا عنها تحت ضغط رهيب من جماعات متأسلمة، وأننى أتحدث هنا عن السينما كصناعة وتجارة، كما أنه ليس من المنطقى أن نجد بعض الدول كانت تغزو العالم بثقافتها، ومن بين هذه الثقافات فنون القتال الخاص بها مثل أفلام الساموراى وأفلام بروسى وفان دام، وبرغم أن لدينا هذه الثقافة إلا أننا لم نتطرق لها بشكل قوى، وعندما قدمنا فيلم “إبراهيم الأبيض”، الذى يحمل هذه ثقافة، تعرض الفيلم لهجوم شرس وقت عرضه، وإن كنت أراه واحدا من أهم الأفلام التى قدمت فى العشرين عاما الأخيرة، والغريب أننا نحاول تقليد الأفلام الأمريكية بالرغم من قدرتنا على تقديم ثقافتنا فى هذا النوع من الأعمال، وكذلك على مستوى أفلام الرعب هناك فى التراث الشعبي الكثير من القصص والحكايات التى يمكن أن تقدم وتبرز ثقافتنا، وليس تقليد الغير، وأرى أن السبب الحقيقى وراء عدم وجود هذه النوعية من الأعمال هم عنصرى الإنتاج والمبدع، حيث يبحثان عن المضمون على الرغم من استنفادنا هذه النوعية من الأعمال. 

ما الهدف الذى ترغب فى تحقيقه بالمهرجان القومى للسينما ؟ 

 الشعار العام الذى أسير عليه حاليا هو الاحتفاء بالصناعة بشكل شامل، وهذا هو الأساس فى المهرجان، والشعار الذاتى أننا حراس السينما المصرية وبناء عليه وضعنا خارطة طريق، والتى يتم الكشف عن تفاصيلها خلال مؤتمر صحفى. 

كيف كان وقع قرار تكريمك من مهرجان “القاهرة السينمائى الدولى” بجائزة الهرم الذهبى ؟ 

سعدت كثيرا بهذا القرار، ودارت فى ذهنى وقتها كل أفلامى التى قدمتها كشريط سينمائى، تذكرت فيها كل تفاصيل الأعمال والمبدعين الذين ساعدونى فى خروج هذه الأعمال إلى النور، وبدأت أسأل نفسى كيف هؤلاء المبدعون سواء خلف الكاميرا أو أمامها وقف معى رغم أن بدايتى كانت صعبة، وتذكرت أول فيلم “سرقات صيفية”، والذى خرج إلى النور رغم الصعوبات الإنتاجية، إلا أن كل من شارك فى هذا الفيلم كان بدافع حبه للسينما، ومؤمن بالمشروع الذى يقدمه، ورغبته  فى أن يعيش المغامرة السينمائية، وكذلك فى باقى الأفلام التى قدمتها تباعا، مثل “مرسيدس” و”المدينة” وحتى آخر عمل بمسلسل “منورة بأهلها”. 

ماذا عن أول أجر حصلت عليه ؟

كنت أعمل كناقد سينمائى فى جريدة “السفير” ببيروت، وكنت أتقاضى أجر بالدولار يبلغ 3000 دولار، وقابلت يوما المخرج يوسف شاهين، والذى عرض على العمل فى أحد أفلامه، وقال لى سأمنحك 30 جنيها، وقررت أن أنهى كل شيء فى بيروت وأعود إلى القاهرة لأعمل مع يوسف شاهين، وهو ما تحقق بالفعل حيث شاركت معه فى كتابة عدد من السيناريوهات، وأبديت بعض الملاحظات على سيناريوهات أخرى، ولكن كان أول فيلم شاركت معه فيه هو “وداعا بونابرت”، وحصلت فيه على 300 جنيه، وجدتها مغامرة كانت تستحق لأنها كانت أيضا فرصة لأتعلم. 

كيف وجدتها فرصة حقيقية رغم عملك من قبل مع المخرج الألمانى فولكر شلوندورف فى فيلم “المزيف” والمخرج السورى عمر أميرالاى فى الفيلم الوثائقى “مصائب قوم” ؟ 

فولكر شلوندورف “قفلنى” تماما من السينما، بسبب الأجواء التى يصنعها داخل لوكيشن العمل، والتى كانت مليئة بالتوتر والشد والجذب، وكان يفتقد إلى السعادة والبهجة فى العمل، وعندما قمت بإجراء تغطية صحفية لفيلم “حدوتة مصرية” وجدت أجواء اللوكيشن مليئة بالبهجة والسعادة وفى نفس الوقت الجدية فى العمل، وهو ما كنت أبحث عنه، لذا أحببت العمل مع يوسف شاهين.

بعد تعاونك مع باسم سمرة فى 9 أعمال، هل يمكن القول أنه ممثلك المفضل ؟

باسم سمرة بالنسبة لى ممثل “مهول”، وأرى أن كل الممثلين الذين تعاملت معهم مفضلين بالنسبة لى، باسم مغامر بنفسه فى الدور، ويتقمص الشخصية وينغمس فيها بشكل عميق، وأتذكر أننى رفضت باسم سمرة فى شخصية “سعيد الخفيف” التى قدمها محمد رمضان فى فيلم “إحكى يا شهرزاد”، ودارت بيننا مناقشة قوية لأننى أرى أن هذه الشخصية تحتاج ممثل ذو مقومات جسمانية معينة، لأنى أرى الضحية هنا هو سعيد الخفيف، والذى تستغله الشقيقات الثلاثة جنسيا، وقلت لباسم أننى احتاج إلى شخص “سفروت” جسمانيا، حتى أشعر أن الفتيات هن اللائى يغتصبونه، وليس العكس، وكان ذلك أيضا خلافى مع وحيد حامد مؤلف الفيلم، الذى قال لى أن قضية علاقة الشقيقات الثلاثة بسعيد الخفيف لا يتقبلها المجتمع، والتى ينظر إليها على أنها من المحرمات، ولكنى أصريت عليها لأن هناك فى المجتمع مثل هذه القضايا، وهنا الفتيات هن اللاتى تستغلن سعيد الخفيف، وهو شخص قليل الحيلة ومخادع ولكن هل يستحق أن يقتل، وهو ما تحقق فى النهاية وكان الضحية، وكان رد باسم سمرة بأنه يريد تجسيد دور الشقيقة الكبرى التى قدمتها “رحاب الجمل”، وكان يتحدث بجدية، ولكنى رفضت، ولكن هذا هو باسم سمرة، وأنا أيضا لا أجامل أى ممثل فى العمل. 

وكيف وجدت مغامرة عبلة كامل لتقديم دور أم باسم سمرة فى فيلم “المدينة” ؟ 

عبلة كامل مجنونة أيضا، هى صديقة لناهد نصر الله، واتفقت معها على إرسال السيناريو الخاص بالفيلم دون علمى، وبعد أيام قليلة حدثتنى من أجل تجسيد دور الأم، ودخلت معها فى نقاش طويل بسبب سنها، حيث أنها تقريبا فى سن باسم سمرة أو أقل قليلا، ولكنها أصرت على تقديم الدور، ووافقت على إجراء اختبار لها فى هذا الدور، وهنا فاجأتني، وتحولت تماما وتم مشاركتها فى العمل.

 

 

تعاملت مع محمد رمضان فى فيلم “إحكى يا شهرزاد” كيف ترى حالة الجدل التى يثيرها باستمرار سواء مع الجمهور أو داخل الوسط الفنى أو من خلال اتجاهه للغناء ؟ 

محمد رمضان موهوب وذكى جدا، وكل الذى يقدمه سواء غناء أو دراما تليفزيونية هو ذكاء منه لأنه خلق لنفسه مساحة فى مخيلة الجمهور وأصبح نجما، وأما عن الأمور الخاصة بالتريندات والأمور الاستفزازية التى يقوم بها هى لغة العصر رغم اعتراضى عليها. 

هل يمكن أن تتعاون معه فى عمل فنى ؟ 

أرفض العمل حاليا مع محمد رمضان، ليس بسبب شخصى، ولكن بسبب أن الصورة الخاصة به والطاغية على أعماله، وهى البطل الشعبي، وأصبحت أيضا طاغية على رغبته فى أن يقدم نوع مختلف، وهى آفة لدى نجوم كثيرين، وخاصة نجوم الكوميديا، وأرى أن السبب الرئيسى فى ذلك أنه مرتبط بالخوف، فالممثل يخاف أن يفقد شعبيته، وأتصور أن هذا أصاب نجوم مثل محمد سعد ومحمد هنيدى، وأتصور أن السبب هو فهمه الخاطىء بالنجومية، حيث يظن أنه من الضروري أن يظل النجم هو الذى تسلط عليه الأضواء داخل العمل وليس غيره، وهو اعتقاد خاطئ، وهو عكس ما كان يحدث قديما حيث تجد فى العمل الواحد أكثر من نجم يضحك الجمهور، مثل إسماعيل ياسين ومارى منيب وعبد الفتاح القصرى وزينات صدقى.

كيف ترى سيطرة النجم الكوميدى على العمل الفنى ورغبته فى القيام بكل شئ من تمثيل مرورا لتأليف وإخراج حتى الإنتاج؟

هناك الكثير من نماذج نجوم الكوميديا فى السينما العالمية مثل “تشارلي شابلن” و”بيتر سيلرز” و”مستر بين”، كل هؤلاء كوميديانات عظام، عندما ترى فيلم “الحفلة” للنجم بيتر سيلرز، وكان يقال عنه فى هذا الفيلم أنه من الصعب جدا السيطرة عليه، إلا أن المخرج بلاك إدواردز كان يقوم بأمر فى غاية الذكاء، حيث يترك بيتر يفعل ما يحلو له أثناء التصوير كونه من الصعب السيطرة عليه، إلا أنه كان يهتم بباقى الكادر أن يظهره، ويصنع منه مواقف كوميدية أيضا، ولو أنا مكان أى مخرج يتعامل مع كوميديان مثل هنيدى أو محمد سعد أو أحمد حلمى وغيرهم أقوم بمثل ما قام به بلاك إدواردز.

عملت فى بدايتك لفترة كناقد سينمائي، كيف تستقبل كمخرج النقد على أفلامك ؟ 

دائما أقول على نفسى ناقد سيىء، كنت أكتب ثلاث مقالات فى الأسبوع، وكانت كتاباتى لا تتوقف عند حد رؤيتى للموضوع الذى يقدمه العمل، بل علاقتى بالسينما ورؤيتى للعمل ككل من إضاءة وديكور وإخراج وتأليف، وكان هذا يستغرق منى ما يقرب من أسبوع، ولكن هذا لا يحدث مع النقد الفنى حاليا، وكان طلب منى طلال سلمان صاحب جريدة “السفير” مشاهدة عدد من الأفلام اللبنانية الجديدة لأكتب عنها، وكانت أفلام رديئة، وكتبت عنها فى وقت قصير جدا نقدا سلبيا، وبعدها طلبت منه ألا يعرضنى لمثل هذه المواقف مرة أخرى، لأن هذا كان مؤذى لى قبل أن يكون مؤذى لصناع الفيلم، وأنا لا أغضب من النقد السلبى ولكن يغضبنى التجاوز فى حقى، واتهامى بأمور غير حقيقية، حيث كتب أحد النقاد عن أحد أفلامى أنه فيلم سيئ وليس معنى أنه شارك فى مهرجان فإن يسرى يبتزنا، أنا لم ابتز أحد وطالما فيلمى شارك فى المهرجان فهو فيلم جيد الصنع على أقصى تقدير. 

معنى ذلك أنك غضبت من الهجوم الذى طال فيلم “بعد الموقعة” ومسلسل “منورة بأهلها” ؟ 

لم أغضب، فعندما شرعت فى تصوير العملين توقعت أن يحدثا جدلا واسعا عند عرضهما، وأنا لست ساذجا كونى لا أعلم ما يحدثه العملين أو فى أعمالى ككل، فأنا أعلم جديدا أن أعمالى صادمة وتثير الجدل بالمجتمع، ولكن المؤذى فى هذا الأمر هو المعلومات المغلوطة التى تخرج عن أعمالى مثل أنه تمويل مشبوه، وهذه الطريقة فى النقد تعتبر إرهابية، وأراهم أصحاب أجندات تحاول النيل من الأفلام الهادفة، وهنا رد فعلى لا يتوقف عند حد الغضب، لكنى أهاجم بشراسة وقوة ضد من يروج معلومات مغلوطة عن أعمالى. 

نفس الإتهام طال فيلم “بعد الموقعة” بأنه تمويل يهودى صهيونى ؟ 

الهجوم على فيلم “بعد الموقعة” كان من أصحاب أجندات، وتصديت له بقوة لأن الفيلم تمويل شركة arte وشريك فرنسى وآخر مصرى، ولا أنكر أن بعض القائمين على هذه الشركات يهود، ولكن هذه الشركات كبيرة ولها اسمها ولا تتعامل مع إسرائيل والصهاينة، وكان التمويل الأساسى فى هذا الفيلم لشركة “دولار فيلم”، وهل من المنطق أن رئيس شركة arte وهو يهودى أن يقف مع عرض فيلم “باب الشمس”، والذى تعرض وقتها إلى هجوم كونه يدافع عن القضية الفلسطينية، وتعرض هجوم شرس وتهديد مباشر. 

كيف رأيت ترميم فيلم “باب الشمس” بمهرجان لوكارنو السينمائى بدورته الأخيرة وعرض النسخة المرممة بالقاهرة السينمائى ؟

هى أكثر الأمور التى أسعدتنى فى الفترة الأخيرة، لأن “باب الشمس” منذ عام 2008 لم يراه أحد، وعندما عرض على بعض القنوات الفضائية تم قص عدد من المشاهد بشكل مفزع، فضلا عن محاربته من الصهاينة كونه عمل يدافع عن القضية الفلسطينية، أرى أن ترميمه من قبل مهرجان لوكارنو أحيا الفيلم من جديد، خاصة أن منتجه توفى، وفضلا عن بيع كل الكتالوج إلى شركة أورج الفرنسية ولم يكن لديهم اهتمام خاص بأن يرمموا الفيلم، وعندما طلب مدير مهرجان لوكارنو ترميم الفيلم غمرتنى سعادة لا توصف، وأنا سعيد أيضا بعرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى بالنسخة المرممة كاملا دون حذف، كان عرض فى مصر عام 2004 كاملا ولم يحذف منه شيئا، وكان وقتها الناقد على أبو شادى رئيسا للرقابة. 

كيف فكرت فى التعامل مع السبكى فى فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” ؟ 

لأول مرة يتم وضعى فى موقف بعض المخرجين الذين كانوا يرون قصص معاناتهم مع الإنتاج، فى أعمالى التى سبقت “الماء والخضرة والوجه الحسن” كان هناك وسطاء وكنت خارج الصورة، ولكن مع السبكى كان الوضع مختلف، وحقيقة تعاونى مع السبكى جاء لرؤيتى أنه منتج يعشق هذه المهنة، وهذه لغة تواصل فى حد ذاتها، وكان هناك شد وجذب فيما يخص الجانب المادى و “فصال” بشكل دائم، ولدى مقولة خفيفة الظل لكنها حقيقية وهى “يوسف شاهين كان بيفاصل بالفرنساوى والسبكى بالبولاقى”، وكان ما يهمنى هو وجود لغة تفاهم وتواصل وهو ما تحقق مع السبكى، ولا أمانع العمل معه مجددا ولكن من خلال مشروع فنى يناسبنا معا.      

شاركت فى أعمال كممثل، هل يمكن أن تخوض التجربة مرة أخرى ؟ 

أنا ممثل فاشل، ودخلت مع يوسف شاهين فى خلافات حادة بسبب أنه يحاول حل أزمة ممثل اعتذر بالاستعانة بشخص آخر دون أن يعرف قدراته ومجرد سد خانة، أنا كنت اختلف معه تماما فى هذا الأمر، وعندما واجهته بذلك على سبيل المثال فى فيلم “حدوتة مصرية” عندما استعان بى كممثل، وقلت له “ازاى تقبل ده”، وكان رده “أقبلها لأن الممثل الذى كان من المفترض أن يقدم هذا الدور غير موجود”، وقرر الاستعانة بى، وأنا أحب يوسف شاهين كممثل، لأنه أيضا كان يقدم معادلة صعبة جدا وقاسية فى نفس الوقت، حيث كان ينتابه صراعين، كممثل أولا والصراع الثانى الداخلى كيوسف شاهين يحكى عن نفسه، ولا استطيع أن أضع نفسى فى هذه الحالة.

أخيرًا.. ماذا عن فيلم “أسطورة زينب ونوح” ؟ 

الفيلم مازال فى الرقابة على المصنفات الفنية، ولكن ليس هذا العائق الحقيقى للفيلم، حيث أنه يحتاج إلى إنتاج ضخم نظرا لأن الفيلم يتم تصويره فى فصل الشتاء على مدار 12 أسبوع تقريبا، وأبطاله من شاب وفتاة لديهما 13 عاما.

اقرأ أيضًا : هل ينافس «فوى فوى فوى» على الأوسكار ؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة