ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

العدالة والقانون

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 13 أكتوبر 2023 - 05:41 م

المنتظر لموقف غربى متعاطف مع ما يحدث فى غزة كالمنتظر أن يحلب لبناً من الثور. فالمجتمع الغربى لا تتحرك عواطفه المتبلدة الا عندما يخدش الأمن الصهيونى ولا ترى أعينه العمياء سوى المدنيين اليهود ولا تسمع آذانه الصماء سوى الصرخات الإسرائيلية.

وإلا ما هو السبب وراء صمتهم المشين على الانتهاكات وجرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل «حكومة وجيشاً ومستوطنين» ضد الفلسطينيين على مدار سنوات، والذى لم يتخل عنه إلا عندما تجرعت إسرائيل من السم الذى تسقيه للفلسطينيين؟

لم ولن يتحرك الغرب أبداً لنصرة الدم العربى - كما هرولوا لنصرة الدم الأبيض فى أوكرانيا - مهما بلغت عدالة قضيته. فالدول الآن تتخذ مواقفها بناء على المصالح والتحالفات بغض النظر عن الظالم والمظلوم، أما الانحياز على أساس العدل والإنسانية فانتهى عصره، تماماً كما انتهى عصر إيجاد حلول دولية للأزمات الإقليمية، الآن بات على كل إقليم أو محور البحث عن حلول محلية لأزماته.

لذا أرى أننا نحن العرب أولى بقضيتنا، وأنه قد حان الوقت لاتخاذ موقف موحد والتحرك فى إطار ما نملكه من إمكانيات «وهى ليست بالقليلةٍ» للضغط على إسرائيل لوقف مذابحها، بداية من استدعاء السفراء صعودا لتجميد العلاقات الدبلوماسية وحتى التهديد بوقف كافة الاتفاقيات السياسية والتجارية وإلغاء مفاوضات التطبيع الجارية مع بعض الدول العربية. 

أما الغرب، فلا نريد منه دعماً ولا تعاطفاً، فقط نطلب العدالة وترك العرب يقدمون المساعدات والدعم اللوجستى للفلسطينيين المحاصرين، على غرار ما فعلوه وما زالوا يفعلوه هم مع أوكرانيا.

كذلك لا نطالب المجتمع الدولى بحلول نعرف أنه لم يقدمها، فقط نطالبه بإلزام إسرائيل بقوانين الحرب الدولية والتى تنص على اقتصار الحرب على تحقيق الأهداف السياسية التى اندلعت لتحقيقها دون التسبب فى تدمير لا لزوم له.

وأن تنتهى بسرعة قصوى، مع حماية الناس والممتلكات ممن لا يساهمون فى القتل والتدمير. وهى القواعد المنصوص عليها فى اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين فى وقت الحرب، والتى تضرب بها إسرائيل عرض الحائط دون حساب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة