عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

ثقافة الرياضى

عثمان سالم

السبت، 28 أكتوبر 2023 - 06:54 م

الثقافة العامة والخاصة شىء فى غاية الأهمية للإنسان بوجه عام والرياضة على وجه الخصوص.. ونقص الثقافة لا يعنى التقليل من شأن الرياضى ولا يعنى أن يكون غير متعلم وما ينطبق على الرياضى، ينسحب على الفنان فكلما حظى بأكبر قدر من الثقافة العامة وفى مجال تخصصه تفوق فى مجاله وفى بلده وربما انتقل إلى العالمية فعمر الشريف، رحمه الله، لم يصبح ممثلًا عالمياً بالفهلوة..

وإنما لكونه مثقفاً ومتسلحاً بأكثر من لغة فى مقدمتها الإنجليزية. الرياضى يحتاج أيضاً لهذه المواصفات وكم فشلت تجارب احترافية لبعض لاعبى الكرة..

ربما لعدم قدرتهم على تعلم لغة البلد الذى يلعب فيه أو إجادة اللغة الإنجليزية التى يتحدثها أغلب العالم..

ورأينا إمام عاشور يختصر تجربته الاحترافية فى الدنمارك ويعود بعد شهور قليلة وربما لا تكون اللغة العامل الرئيسى للفشل وإنما هناك أسباب أخرى منها عدم التكيف مع البيئة الجديدة..

ولدينا نموذج صارخ لأثر الثقافة فى سلوك الرياضى وعدم الاستفادة القصوى من المنحة التى منحها له الخالق العظيم.. كرم جابر مصارع لا يشق له غبار فى عالم اللعبة ورأينا كيف فاز بالذهبية فى دورة أثينا ٢٠٠٤ بأقل مجهود ثم الفضية فى دورة لندن ٢٠١٢ وكان بإمكانه أن يحصد الميداليات فى عدد من الدورات الأوليمبية التالية.

إلا أن كرم تعرض للإيقاف كثيرا آخرها لمدة عامين عام ٢٠١٥ وحرم مصر من ميدالية مؤكدة فى أوليمبياد ريودى جانيرو عام ٢٠١٦.. وبعد ٨ سنوات من الابتعاد عاد من جديد للأضواء لما شارك فى بطولة الرواد الأخيرة فى اليونان وعمره الآن ٤٤ عاما.. وفتح الباب من جديد لإمكانية العودة للمشاركة فى باريس العام القادم وعرض عليه اتحاد اللعبة المشاركة فى بطولة أفريقيا المؤهلة العام القادم..

ولا يحتاج كرم لمجهود كبير لاستعادة لياقته البدنية والفنية بعدما قهر أبطال أمريكا «٨/صفر»، وروسيا بنفس النتيجة وتركيا «٩/٢»، وكازاخستان ١٠/صفر بمعنى أن هذه الانتصارات جاءت لعدم التكافؤ.. كرم يرى أن البطولات الأوليمبية تحتاج لحسابات مختلفة فلا تكفى النية والرغبة للعودة للبساط ولكن الأمر مختلف تماما وقد بدأت بتجربة الرواد لأعيد اكتشاف نفسى من جديد وتنشيط ذاكرة المسابقات وعلى ضوئها لأقيس قدرتى على المشاركة من عدمه.

وأرجو ألا يتهم البعض بنقص الثقافة العامة والخاصة عند أشخاص جاءوا من أحياء شعبية ومن مستويات اجتماعية لا تقدر على نفقات التعليم الذى يرتقى بالإنسان إلا أن ذلك لا يعنى أن الشخص غير المتعلم لا يستطيع تطوير نفسه وتعليمها وتثقيفها ولدينا تجربة محمد صلاح خير شاهد على قدرة الإنسان على تحدى كل الصعوبات حتى الفقر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة