سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

نتنياهو والحانوتى

سليمان قناوي

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 - 10:17 م

فضح نتنياهو ما حاول الاعلام الصهيونى تغطيته. فقد استطاع أن يخرس أجهزة إعلامه فيما يتعلق بذكر الأرقام الحقيقية لقتلاه بمعركة طوفان الأقصى، إلا ان «تربى» مقبرة هرتزليا العسكرية كشف مستور عدد قتلاهم، فذكر انهم دفنوا 50 جثة خلال يومين فقط وانه كل ساعة تجرى جنازة فى «القرافة» وهو ما يتنافى مع العدد الهزيل الذى تعلنه إسرائيل وهو 67 قتيلا فقط حتى اليوم الرابع والاربعين من الحرب.

تظن إسرائيل ان حالة الانكار لخسائرها البشرية فى مواجهة ملحمة المقاومة الفلسطينية ستحقق هدفين أولا: لن تؤثر على الروح المعنوية بالداخل الصهيونى، لكن هذه التعمية قد تصلح ايام التعتيم الاعلامى والحظر الذى تفرضه الرقابة الحربية الإسرائيلية على الانباء، لكن ما نعيشه فى عصر السماوات المفتوحة والبث على الهواء للمعارك بجانب فيديوهات وسائل التواصل الاجتماعى، يفضح المستور الصهيونى. وثانيا: محاولة احباط المقاومة بأن ما تفعله لن يفيد لان خسائر العدو محدودة وهو ما ترد عليه كتائب القسام بفيديوهات مصورة للمدرعات التى حرقتها للعدو وما قنصته من جنود سواء كانوا داخل مدرعاتهم أو راجلين. 

« ولا نريد أن نعرض هنا لتقديرات قد تكون مبالغة للعدد الحقيقى لقتلى إسرائيل لكن شهد شاهد من أهلها هو عاموس هرئيل المحلل العسكرى لصحيفة «هآرتس» الذى كتب خلال حرب 2014 ضد حماس «ما تسمح الرقابة العسكرية بنشره حول الخسائر المادية والبشرية هو خُمس الواقع على الأرض» والآن فإن أخطر ما حققته عملية طوفان الأقصى انها هشمت تماما صورة الجندى الإسرائيلى الذى لا يقهر أو حتى يخدش فما بالك بيقتل.

ويكشف حسن عبدو المختص بالشئون الإسرائيلية لموقع «ذا كرادل» « طوال 75 عاماً، عملت إسرائيل على ترسيخ صورة جيشها، فى أذهان مواطنيها وخصومها بأنه « إله يستطيع أن يقتل من يشاء دون أن يصاب بأى خدش».

وقد دمرت المقاومة فى معركة طوفان الأقصى ما حرصت فيه إسرائيل على تعزيز صورة جنودها بأن فائض القوة التكنولوجية يجعلهم يذهبون للقتال وكأنهم فى نزهة، فقد جعلت قذائف الياسين وعبوات العمل الفدائى المصنوعة محليا فائض القوة التكنولوجية بالناقص فالمقاوم الذى يرتدى بدلة تدريب وينتعل حذاءً رياضياً يحول بصدره العارى وبقذيفة الياسين المركبة المدرعة «نمر» الى نمر من ورق.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة