محمد يحيى يوسف
محمد يحيى يوسف


نميمة رياضية

المباراة التى لم أكملها

الأخبار

الإثنين، 11 ديسمبر 2023 - 08:23 م

حضور المباريات داخل الملعب دائما يكون له بريق خاص فى عملنا كنقاد رياضيين ، فطبيعة عملنا هى التركيز على كل التفاصيل داخل الملعب من تحركات اللاعبين لتعليمات الجهاز الفنى وتغيير خطط اللعب لمراقبة تصرفات البدلاء وهكذا .


وفى نفس اليوم منذ عامين بالتمام والكمال كنت فى قطر لحضور منافسات بطولة كأس العرب وأثناء متابعتى لمباراة منتخب مصر الأول مع الأردن فى الدور الأول للبطولة، وبين شوطى اللقاء تلقيت أصعب اتصال فى حياتى كلها من شقيقتى الصغرى من القاهرة وهى تبكى: «محمد بابا مشى» ولم تستطع أن تقول إنه توفى بل لم نستطع أن نقول جميعا حتى الان إنه توفى.. خاصة أن والدى كان لدينا جميعا محور الحياة الرئيسى فى كل شىء.


وقفت وقتها مصدوما داخل جنبات استاد الجنوب بالدوحة وأنا أبكى بكاء لم أبكه فى حياتى ، لا أعرف كيف أتصرف ولا ماذا أفعل وكيف أعود للقاهرة ، وساعدنى زملائى وقتها فى الخروج من الاستاد وحجز طيران سريع إلى القاهرة ، ومن المساء إلى الصباح كانت أصعب فترات حياتى وأنا جالس منفردا فى غرفتى أبكى حتى موعد الطائرة ولم يتركنى جميع أصدقائى ليلتها بل حضروا إلى غرفتى لقراءة القرآن ، حتى تحركت صباحا إلى المطار ، ومنها إلى منزلنا لأجد أبى مازال ينتظرنى لأودعه فى سريره ولكن دون أن يخاطبنى أو يأخذنى فى حضنه مثلما كان يفعل معى عقب عودتى من أى سفرية، فكانت روحه الطاهرة صعدت إلى بارئها.


أتذكر هذه اللحظة جيدا اليوم فى ذكرى وفاته الثانية ، وأنا أعيش حاليا على سيرته العطرة فى كل مكان وأشعر دائما أنه بجوارنا أنا وأسرتى وأنه لم يرحل عنا.
وكانت هذه حكاية المباراة الوحيدة التى لم أستطع أن أكمل مشاهدتها فى الاستاد بل إنها الأصعب فى حياتى

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة